الامتنان يُفسده الاعتياد، لا شيء مُعتاد، وكل ما يُمكن أن يُسلب منك جديرٌ بالاحتفال بامتلاكه كل ليلة، الامتنان رياضة المرء في اختبار الفقد كاحتمال ثم سكون القلب بيقين العافية ولو لليلة أخرى، ومن يُطارد الجمال بقلبه، وينشد السعة في روحه، لا فيما يكتنز، يُجيد الاستمتاع بما يملك وإن قل، ويجيد العودة من مُمكنات السوء بيقين العافية الحادث توًا، ويجيد استحضار الدهشة من السمع والبصر واللمس، ومن كل مُعتاد لا ينقطع مدده وروعته، وتلك أحوال لا سُلطان للعالم عليها، فمطاردة الجمال عبادةُ القلب في كل يوم وليلة، تزداد وطأتها كلما زاد التيه، وكلما استوحشت العالم أكثر.
مشاركة من Mostafa Sokkar
، من كتاب