ما شَرِبتُ كأسًا عَلْقَمَِيَّة(2) إلَّا كانت ثُمَالتها(3) عَسَلا وما صَعِدْتُ عقبة حرجة إلا بلغتُ سهلا أخضر وما أضعتُ صديقًا في ضباب السماء إِلَّا وجدتُه في جلاء الفجر وكم مرة سترتُ ألمي وحُرْقَتي برداء التجلُّد مُتَوَهِما أن في ذلك الأجر والصلاح، ولكنني لما خلعتُ الرداءَ رأيتُ الألم قد تحوَّل إلى بهجة، والحرقة قد انقلبت بَرْدًا وسلاما وكم سِرْتُ ورفيقي في عالم الظهور فقلتُ في نفسي: ما أحمقه وما أبلده، غير أنني لم أبلغ عالم السر حتى وجدتُني الجائر الظالم وأَلْفَيْتُهُ(4) الحكيم الظريف وكم سَكِرْتُ بخَمْرة الذَّات فحَسِبْتُني(5) وجليسي حَمَلًا(6) وذئبًا، حتى إذا ما صحوتُ من نشوتي
مشاركة من نفحات الصياد
، من كتاب