وأنا يا سلمى لا أومن بالحُبّ السريع الذي يندلعُ كما يحترق الهشيم المتكدّس، فنهاية هذا الحبّ تكون في العادة خواءً تعيسًا سرعان ما ينكشف عن رمادٍ تذروه الرياح كأنْ لم يَغْنَ بالأمس! أومن بالحُبّ الكثيف البطيء، الذي يندلعُ في القلب كما يندلعُ الصيفُ في الأرض نعم لا بدّ من يوم مُشمسٍ حارّ يُقال فيه: ها قد اندلع الصيف، ها قد خفقَ نبضُه الأول ومسّتْ أشعّتُه الدافئةُ الأخضرَ الظمآن، ولكنّ شمسَه تستمرّ في تدفئة الأرض ومدّها بالحرارة على مهلٍ، بلا تسرّع ولا احتراق، وظلاله تُمشّط سخونة التربة وترسّخ محطّات الفيء، وأمطار الشتاء تغسل غبار الأرض وتسقي الغراس الظمأى لصيفٍ جديدٍ
رسائل إلى سلمى > اقتباسات من كتاب رسائل إلى سلمى > اقتباس
مشاركة من Israa Omar
، من كتاب