أصل التفاوت بين الناس > اقتباسات من كتاب أصل التفاوت بين الناس > اقتباس

أجل يمكن أن يستولي إنسانٌ على فواكه اقتطفها إنسانٌ آخر، وعلى قنيصةٍ ذبحها، وعلى كهفٍ اتخذه ملجأ، ولكن كيف يمكنه أن يكون قادراً على حمله على الطاعة؟ وأي قيود للتابعية يمكن أن تكون بين أُناسٍ لا يملكون شيئا؟ وإذا ما طُردت من شجرةٍ مثلا أمكنني أن أذهب إلى أخرى، وإذا ما أوذيت في مكان فمن ذا الذي يمنعني من الذهاب إلى مكان آخر؟ وإذا ما وُجد إنسان أقوى مني ، إنسان على شيئٍ من الفساد والكسل والقسوة ما يحملني معه على تدارك قوته في أثناء بطالته، وجب أن يعزم على عدم غفوله عني طرفة عين، وعلى إمساكي مُقيدا بعناية فائقة في أثناء نومه، وذلك خشية أن أفرّ أو أن أقتله، أي أن يُلزم نفسه مختارا لمشقة أعظم من التي يري اجتنابها ومن التي يريد توجيهها إليّ ..وإني من غير إسهاب في هذه الجزيئات على غير جدوى، أرى وجوب بصر كل واحدٍ في كون روابط العبودية لم تؤلف من غير اتباع بعض الناس لبعض اتباعا متقابلا، ومن الاحتياجات المتبادلة التي تتصل فيما بينها ، فيتعذر استبعاد إنسان من غير سابق وضعٍ له في حال من لا يستغني عن آخر، أي وضعٍ لا يوجد في حال الطبيعة حيث يكون كل واحد سيد نفسه، ولا يكون لقانون الأقوى أي عمل.

هذا الاقتباس من كتاب