قمر شاحب > اقتباسات من رواية قمر شاحب > اقتباس

الآن أقول هذا، بعد هذا العمر الطويل أستطيع أن أعترف ودونما خجل أو تردّد أن الحقائق مراوغة، وأن لها وجوهًا كثيرة حتى أنه من الممكن ألّا يكون لها وجه ثابت أو أصلي أبدًا، ولكني في ذلك الزمان البعيد حين كنت ما أزال شابًا مغرورًا يظن أنه يعرف كل شيء ويمتلك كل شيء، حتى مستقبله وحظه! -يا للغرور الفائق- كنت ما أزال غارقًا حتى عنقي في مستنقع الثقة الساذجة والمفرطة والوهمية. علّمتني الحياة وشذّبت روحي السنين بعد ذلك ولكن المضحك بالأمر، بل مما يثير الأسى أكثر من الضحك، أن الإنسان لا يصل إلى هذه المرحلة من شبه الفهم الحقيقي للدنيا -لن أكون ساذجًا أو غبيًا لأقول إلى مرحلة الفهم الكامل فهذه ليس من المخوّل لنا أن نصلها نحن معشر البشر- بل إلى ما يشبه الفهم ولو كظلٍ معتم وغير واضح تمامًا لكائن خرافي قديم، لا يصلها المرء إلا وهو على أعتاب القبر، شيء معكّر للمزاج، أليس كذلك؟

مشاركة من haya sultan ، من كتاب

قمر شاحب

هذا الاقتباس من رواية