حيونة الإنسان > اقتباسات من كتاب حيونة الإنسان > اقتباس

جمال الغيطاني على لسان «الزيني بركات»: «إذا سخط إنسان لفقره بذرت له آمال الغنى والجاه، أذيقه نتفاً من حياة الرخاء، يتعود عليها، حينئذ أحيله مسخاً في عيون الخلق، لا يقدر على العودة إلى قومه، ولا يمكنه حتى التطلع إلى الأمام ، وهكذا بدلاً من بتره حياً أحوله، وهو يمشي على قدميه ذاتهما ويحرك ذراعيه، ويتحدث بلسانه، يناديه الناس باسمه، لكنه في الحقيقة شخص آخر وإنسان ثانٍ لا علاقة له بالوليد الذي انزلق يوماً من رحم أمه أو الفتى اليافع ،الذي اختال وزها بين أقرانه، حتى رجولته أقلبها أنوثة، أضيع معالم الشارب واللحية، لا أحلقهما، لا أثقب أذنيه وأعلق فيهما الأقراط، لا أبتر عضوه، كل ما فيه يبقى على حاله، لكنه لا يبقى»

هناك كتب تظل ترافقك أينما كنت وتلمس بك شيئا خافياً حتى عن نفسك.هذا الكتاب فعل بي شيئا لا أستطيع تفسيره،خلق بي حالة من السعادة رغم المرارة التي تقطر من كل حرف ينضح بآلام السجن وانتهاكاته.

ربما لأن فطرتي السليمة تستنكر مثل تلك الأفعال وكنت أحتاج سبباً عقلانياً لكل تلك الموبقات حولنا واللذة التي تقود الطغاة للتجبر على من أضعف منهم وقرأت وفهمت بعد تشريح نفسياتهم وأدركت أنني كنت بنفسيني السوية أبعد مايكون عن تلك الحرب الضارية التي تدور رحاها في مشارق الأرض ومغاربها والتي كنت حتى قراءة هذه الصفحات لا أستطيع تخيل مدى فظاعتها💔

مشاركة من أماني هندام ، من كتاب

حيونة الإنسان

هذا الاقتباس من كتاب