مناسك الخوف > اقتباسات من رواية مناسك الخوف > اقتباس

- ليه احنا سمينا كل حاجة، يعني ليه الحاجات لها إسم؟

أتردد في الإجابة قبل أن أقول:

_ عشان لما ننادي عليها تيجي.

ضحكة ندية، وهي تقبلني:

_ يا سلام، هو كل الحاجات نقدر ننادي عليها لو عرفوا أساميها؟

[...]

صعدت معها جبلا خلف أراضي طرح البحر؛ وهي تجمع بعض ثمار البطيخ؛ فعرفت ما الجبل. بعد صمت وشرود وتنهيدة صغيرة دفنتها في صدرها قبل أن تنطلق:

_ والحب!

ارتعش قلبي. أعرف قليلاً عنه من حكاياتها ولهوها القليل مع أبي. ومن أقراني. سألت بصوت خفيض وحنان لا أدري مصدره:

_ الحُب!

أبعدتني قليلا؛ ولا أزال أنام في صدرها. قربت وجهها وتركت في عيني نظرة أرتجف كلما فاجأتنب حتى هذه اللحظة:

_ هو احنا ينفع ننادي ع الحب، هو احنا نعرفه؟

صمتت كثيرا وأكملت:

_ الحب ينشاف وينحس، لكن منقدرش نناديه، وكل بني آدم وشوفه، وكل قلب وشوقه، الحب ميستخباش واللي يحب لازم يقول لا يخاف ولا يستحي.

خبأت عيني في كفها وسألت:

_ وازاي أعرف الحب يا سارة؟

_ الحب بيبان في النني، وأنت لازم تكوني في النني، اللي يحبك لازم يقول لك في عينك وميسيبش البحر يكبر بينك وبينه، ولا يقول لك إنت الشمس وانت القمر والبحر أنت العمر اللي جي أو مجاش. اللي يحبك لازم يقول لك بنحبك يا مسرة قدام أخوكي، قدام أنك وأبوكي وقدام كل أهله كمان.

[...]

_ في العتمة ميفرعش زهر حتى لو ارتوى بحليب الفجر، والعشق بالبوح في العين .. يعيش.

ظل سؤالها يراودني، كلما اشتممت رائحتها في المرآة؛ وأنا أحدث القليل من ملامحي التي شاركتها فيها:

_ هو احنا ينفع ننادي ع الحب، هو احنا نعرفه؟.

في حدائق العشق مئة فرع واثتان، فأين تحط القلوب!

مناسك الخوف _ سلوى محسن (٣٤_٣٦).

مشاركة من Ait Bari ، من كتاب

مناسك الخوف

هذا الاقتباس من رواية

مناسك الخوف - سلوى محسن

مناسك الخوف

تأليف (تأليف) 5
تحميل الكتاب