صندوق الرمل > اقتباسات من رواية صندوق الرمل > اقتباس

أسند رأسه على حافَّة الكرسي، واسترق النظر إلى وجه المرأة الحُلْم كيف بعد أن كانت ضرباً من خيال مستحيل يراها ماثلة أمامه، تبتسم بدلال وتنظر إليه كأنها تعتذر له عمَّا اقترفتْهُ السماء خلال اللحظات الفائتة، عاد وفتح عينَيْه على اتِّساعهما، لم يكن حُلْماً، كانت تُحدِّق في عينَيْه بتأمُّل مستريح، كأنها نسيت نفسها على تلك الحال، أشعلت في داخله غابة من مشاعر منتفضة لا قِبَل له بها، تحوَّلت القاعة بضجيجها ودخانها وصخبها وغبار مِنْفَضَتِهَا وثرثرة شعرائها وجدال مثقَّفيها إلى عالم مُبهرَج من الفتنة، تحيط بسنيورته المحبوبة، وتساءل وهو يُربِّت على قلبه بيده: كيف يأتي الحبُّ هكذا فجأة مثل المطر؟! فأومأت له برأسها موافقة، ومُتمِّمة طقس ابتسامتها السماوية

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

صندوق الرمل

هذا الاقتباس من رواية