أغسطس > اقتباسات من رواية أغسطس > اقتباس

مثل هذه المشاهد لم تكن تتخيَّل أن تراها في الواقع، طالَعَتها عندما كانت صغيرة في سينما "ڤاليري" القريبة من بيتها؛ حيث كان يتمُّ عَرضُ الهجرات الجماعية لليهود أثناء المذابح التي اجتاحت أوروبا في بداية القرن نفس المشهد تجسَّد أمامها في الحقيقة؛ لذا سارعت في تفقُّدهم وقضاء أوقات معهم. كانت المنازل تضجُّ بالحديث العصبي، وكان الجميع متوترًا، والشوارع كئيبة، والنوافذ مظلمة؛ كما لو أن هناك سحابة داكنة ظلَّلَت حي الظاهر بالكامل. كانت للهجرة رائحة؛ مثل رائحة احتكاك الأظافر بالجلد، سرعان ما انبعثت في جميع الشوارع.. ولم ينقضِ العام حتى أرسلت إليها مدام "جراند نخيل" تُنبئها بوفاة العَمَّة "براخا"، بعد ليلة طويلة مُظلِمَة أنفقتها في الغناء.

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

أغسطس

هذا الاقتباس من رواية

أغسطس - حماد عليوة

أغسطس

تأليف (تأليف) 3.7