سر العنبر > اقتباسات من رواية سر العنبر > اقتباس

سأبدأ من الدور الأرضي مثل أي زائر يخطو من البوابة، لكنني سأحرص على أن أنزع اللافتة التي ثبتها جهاز التنسيق الحضاري، واصفًا الطراز المعماري للمبنى، ومتجاهلًا من عاشوا به وكأنه هيكل مهجور تكمن قيمته في تاريخ تشييده فحسب. لكنني أخشى إن فعلت ذلك أن أتعرض للمساءلة بتهمة إفساد المال العام، وينتهي بي الحال في أكثر مكان لا أتمنى أن أوضع فيه؛ السجن. فلأترك تلك اللوحة لأنها تُعبِّر فعلًا عن بعض صفات أهل البناية؛ طراز “تلقيطي”. ولأعاود الاتصال بـ”ناير”، ليجهز لي لوحة نحاسية مشابهة في ورشته وأجعله يحفر لي عليها اسم الفيلم الذي كان يراود “رويدا” جارتي في أحلامها؛ “عمارتنا”. سأضع لمساتي وأكتب تحت العنوان: “هنا عاش” أو “عاش هنا” لا فرق، وسأكتب أسماء السكان، لكن ليست كما يضعونها في الأوراق الرسمية، بل الاسم وبجواره العطر الذي يميزه، ليتوقف المارة أمام اللوح النحاسي الجديد ويتعجبون من أمر العمارة التي يسكنها أريج وعطور. لن يروق لـ”رمزي” هذا الهراء من وجهة نظره، لذا سأحاول أن أرشيه عاطفيًّا بأن أجعله يفتتح الفيلم ويروي بتلقائية وصوت هادئ ماذا تمثل له العمارة. لكنني أعرف أيضًا أن “رمزي” لن يقبل المساومة، حتى وإن جعلته البطل الأوحد للفيلم.

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

سر العنبر

هذا الاقتباس من رواية