سر العنبر > اقتباسات من رواية سر العنبر > اقتباس

أعرف أنك ستأخذ نفسًا عميقًا وتلفظه زفيرًا هادئًا، كرد فعل مألوف على كل تصرف يبدر مني ويخالف أعرافك ومقاييسك، كما أعلم تمامًا أنك لم تكن تقصد التوثيق لعمارتنا هذه، بل لوكالة العنبريين بـ”الأزهر”، التي سحقها البلدوزر وأنت تهرع يائسًا لإنقاذها، فصارت قشتك الأخيرة ما سيتبقى منها من حكايات ألملمها من أصحابها، لأجمعها في مادة فيلمية تشهرها صوتًا وعطرًا وبشرًا، مثلما خلدها “المقريزي” حين كانت في العصور الغابرة سجنًا.

‫ صبرًا جميلًا، فما زالت حوانيت العطارة والعطور تحيط بركامها. تخيَّل أنني أتيت إليك من أحد محلات العطارة بجرام من زيت اللافندر، أو شققت لك ثمرة جوزة الطيب، لتتنشق زيتها العطري فيبدل قلق روحك راحة وأمنًا. ولمَ لا تعبر شارع “الأزهر”، وتتجه نحو “وكالة الغوري”، المقابلة لوكالتك الزائلة، لتهيم في عرض صوفي وتدور بعينيك مع لفات التنورة البيضاء على عزف ناي ومنشد يرشدك “إن تكن تبحث عن مسكن للروح فأنت روح، إن كل ما تبحث عنه هو أنت”. فلتنسَ وكالة العنبريين لبعض الوقت، ودعنا نحقق حلم صديقتي وجارتي “رويدا” ونحكي عن مسكننا، فقد يكون ما تبحث عنه هو نحن.

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

سر العنبر

هذا الاقتباس من رواية