ضحكة من مكان خفي > اقتباسات من كتاب ضحكة من مكان خفي > اقتباس

‫ من أعطاني هذي (الشنطةَ؟) من أوقعني فيها؟

‫ لا أتذكرُ أين، ولا أبصر خلفي درباً لأؤكدَ: منه أتيت.

‫ رأيتُ دمي فيها فصرخت: بلادي

‫ ورأيتُ القدرَ فقلتُ: سأعبده

‫ وتحسستُ هديلَ حمامٍ فيها فعشقتُ

‫ مددت يدي داخلها،

‫ فسمعتُ ضجيج الموج

‫ وساحت من عينيّ سماءٌ فكتبتُ بها.

‫ من ورطني بتحمل عبء السفر وحيداً؟

‫ من قال لي امشِ، ولا تنظر خلفك، فمشيت؟

‫ من مثل الريح الغاضبة يسير ورائي، يدفعني

‫ من؟!

‫ من؟!

‫ كتفي مثقلةٌ، وأمامي مدن من شمع الإسمنت،

‫ وصوتي خيط عناكب يصطادُ صداه ويطلقه

‫ لو أفتحها،

‫ لو أعرف ما فيها غيري

‫ لو أتجرأ يوماً ما

‫ أتركها فوق رصيفٍ،

‫ لو أنساها تحت أصابع عازف ناي منهمكٍ

‫ لو أبكي فيها ثم بدعةٍ أقلبها،

‫ أتركها تسبح نحو المجهول.

‫ لو أجلس فيها منتظراً من يحملنا

‫ من يحملُها عني

‫ من يفتحها عني،

‫ ويخبّرني ما فيها،

‫ ويقولُ: الشنطة فارغة إلا منك

‫ ومن درب تمشيه ويمشيك

‫ ولا خلف له إلا ماضيك

‫ فحاول أن تنساه، لتنساها

‫ حاول أن تمضي

‫ وتحسس كتفيك.

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

ضحكة من مكان خفي

هذا الاقتباس من كتاب