قريناتي > اقتباسات من رواية قريناتي > اقتباس

أطفأت أُمُّهم النور، حتَّى ناموا. عدا بسمةٍ، التي فجأة تسلَّلت من مكانها إلى جوار أُختها الكبيرة سماح، وجاءت تلتصق بي بَغْتَةً، وتعانقني، باحثة عن حنان احتاجتْهُ فجأة، حين غفتْ أُختها، وتركتْها صاحية. أحسستُ بمشاعر قوية، لم أحسّها من قبل. تلك الصغيرة ذات الخمس سنوات، وهي تعانقني، وتضع رأسها فوق صدري، باحثة عن حنان بديل، لحنان أُمِّها المشغولة، وأُختها النائمة، غمرتْني بالحنان .. أحسستُ كأنني أتلقَّى هدية من السماء، كأنها أُختي، ويصعب عليَّ وصف هذا، فأنا وحيدة، ولم أتذوَّق مشاعر الأخوَّة، لكنني فجأة، رحتُ أُربِّتُ على رأسها، وأُصغي لأنفاسها التي تُدفِئ صدري، وأتابع ثرثرتي مع مهران، بينما أتأمَّل نظرات الصغيرة الحانية التي لم تكن تفهم ما أقوله. وبَغْتَةً رحتُ أبكي بصوت منخفض متحدِّثة إلى مهران، وعينا الصغيرة لا تفارقاني، تتأمَّلاني بفضول جميل:‬‬‬

‫ (أنا أحسدكَ على حياتكَ، لديكَ إخوة وعائلة وأُمٌّ. أنا وحيدة، أنام وحدي، ولا يتحدَّث أحد معي .. بيتنا كبير وفارغ، وأشعر فيه بالوحدة. أتمنَّى أن تتبنَّاني عائلتكَ، وأصبح أُختكَ، وأعيش هنا).‬‬‬

عانقَني مهران، وقال لي: أنتِ أُختي، أعدكِ بهذا.‬‬‬

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

قريناتي

هذا الاقتباس من رواية

قريناتي - مها حسن

قريناتي

تأليف (تأليف) 4.4