مورامبي > اقتباسات من رواية مورامبي > اقتباس

أخذت إحدى الناجيات تشرح في هدوء لماذا لم يتبدد غضبها حتى الآن، فقالت: “منذ عام 1959، كلما حدثت مذبحة، يتوجه نفس الرجل، وهو أحد جيراننا، مباشرة إلى منزلنا بصحبة أبنائه ليقتل جميع من كانوا هناك. وفي عام 1994، عادوا وأنا الوحيدة التي نجوت منهم، ولم يتبق لي أي قريب على وجه الأرض. وتم إلقاء القبض على الرجل وألقي في السجن بعد الإبادة الجماعية، ثم أطلقت الحكومة سراحه لكونه طاعنًا في السن. وكل صباح وأنا ذاهبة إلى العمل، أراه جالسًا على عتبة منزله وهو يتبعني بناظريه حتى أختفي عند زاوية الشارع”. عندما وصلت المرأة الشابة إلى نهاية كلمتها، بدا صوتها لا يزال هادئًا للغاية ولكننا شعرنا أن ذكريات الماضي هذه قد أيقظت للتو بحدة في قلبها غضبًا صامتًا وكراهية أيضًا، وأخذت تقول وهي تصر على كل كلمة تتفوه بها، وقد بدا في نظرتها بعض الجنون، وهي تشير بإصبعها إلى صدرها: “وبعد كل ذلك، يريدون مني أن أسامح…”! في واقع الأمر، بدت وكأنها تطرح هذا السؤال الأخير على نفسها أكثر مما تطرحه على الحضور.

مشاركة من Enas Al-Mansuri ، من كتاب

مورامبي

هذا الاقتباس من رواية