مي، ليالي إيزيس كوبيا > اقتباسات من رواية مي، ليالي إيزيس كوبيا > اقتباس

كم كان ذلك الزمن بعيدا.

أعود إلى تربتي الأولى التي شكلتني كما يشكل الطين أن أقنع نفسي بأني في بيتنا في الناصرة؛ في الطابق العلوي. حيث أول ما كنت أسمعه في كل صباح هو صوت العصافير, ممزوجا بريح خفيفة تذكرني دوما بأن الرب يسمع كل نداءاتي الخفية التي لا أستطيع إخراجها. أقوم أتدحرج نحو الشرفة. أتنفس طويلا. يأتيني عطر ما, مزيج من بخور الجامع الأبيض والكنائس المواجهة لي, التي أراها من سطح الدار أمد كفي الصغيرتين, أقطف أشعة شمس لذيذة تشبه الحلوى الملونة. أحاول أن أتذوقها بلساني؛ أستنشقها دفعة واحدة كما الطفلة الحالمة لدرجة أن أقول في خلوتي: لا شيء يساوي هذه اللحظة التي تسرقني نحوها مثل أم حنون. ألتصق بهاء لأني بدونها, سأخسر كل شيء بما في ذلك علاقتي بالحياة التي تشد اليوم على خيط رفيع لا أريده أن يتقطع.

مشاركة من mou_mel ، من كتاب

مي، ليالي إيزيس كوبيا

هذا الاقتباس من رواية