حب في المنفى > اقتباسات من رواية حب في المنفى > اقتباس

يشتدّ انهمار المطر، ومسّاحات الزجاج تزداد توتراً… مثلك. نومٌ ثقيل وجزعٌ مسيطر يشوّهان صورة العالم الذي يتحرك أمامك. عيناك تحترقان، ولا تكادان تركزان على الطريق أمامك. تقرّر عندها الانحراف إلى أيّ منعطفٍ لتستريح قليلاً في مساحةٍ مقفرة.‬

‫ يصعب عليك إغماض عينيك. تخشى أيضاً شبح حميّك، حتى لو كنت لا تؤمن بوجوده. فقد مضى زمنٌ لم تعد تؤمن فيه بالعالم الوهميّ، ولا بوجود الأشباح، ولا بأيّ روحٍ تنتمي إلى العالم الماورائي، ولا بعالم ما بعد الموت، ولا بثنائية الجسد والروح. مع ذلك، تبتدع لنفسك عالمَين متوازيين، وحياتين، وشخصيتين، وزمنين متراكبَين، يعيدان بناء نفسيهما، ويتذكر أحدهما الآخر، ويتكرّران. هذا بدوره نوعٌ من الإيمان. لأنّ مسلّماتك عن المزدوج، و”سبق ورأيت“، والتستر، والتناسخ، ليست سوى تدبيرٍ شخصيٍّ بسيط لإيمان أجدادك بعالمَين. حياتك المزدوجة، بين باريس وأمستردام، التي تكشف الواحدة نفسها حين تحتجب الأخرى، تعبّر كلياً عن هذا الانقسام الذي يعيد اقتناعُك المفقود خلقَه رغماً عنك بين مرئيٍّ ولا مرئيّ، بين حضورٍ وغياب، بين رينا ونوريا.‬

‫ لا، لا تستطيع الفكاك.‬

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

حب في المنفى

هذا الاقتباس من رواية