البحث عن عازار > اقتباسات من رواية البحث عن عازار > اقتباس

لا تهبط السعادة دفعة واحدة. لو أنها تفعل لربما قتلت. هي تتسرب إلى النفس بجرعات صغيرة وتتوزع في كل الأرجاء حتى لا تتحول إلى كتلة جبارة تنزل فتفتك بك. إنها مثل ضوء الشمس تتغلغل من حولك دون أن تلاحظ ذلك.

‫ أنا تغيرت كليًا. لم أعد ما كنت عليه من قبل. أنا لست أنا من بعد اليوم. ولكن لم أتغير أنا وحدي. كل شيء من حولي تغير. أو هي نظرتي إلى العالم هي التي جعلت الأشياء تتغير؟ صرت أرى الناس كما لم أرهم من ذي قبل. الوجوه والملامح والأشكال هي محطات للفرح. كأن كل شيء، كل شخص، وجد ليسعدني. كل شيء يوحي وكأنه رسول من عازار.

‫ تراءى لي، في لحظة، أنني أملك كل شيء في الوجود ورأيت، لأول مرة في حياتي، كم أن السماء واسعة وبدت القامشلي مثل جنة سماوية لم أكن أعرف أنها موجودة على الأرض.

‫ لم يعد يعنيني أي شيء أبعد من القامشلي. لا أستطيع تخيل القامشلي من دونه، من دون عازار. كنت أقرأ أو أسمع عن مدن بعيدة، جميلة، وكنت أتلهف لرؤيتها. الآن توقفت هذه الرغبة تمامًا. لماذا يتعين علي أن أسافر إلى مدن بعيدة طالما أن عازار هو هنا، معي، في هذه المدينة الجميلة الصغيرة الساحرة المسماة القامشلي؟

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

البحث عن عازار

هذا الاقتباس من رواية