مسكرا > اقتباسات من رواية مسكرا > اقتباس

جميع البشر يشعرون بالاشمئزاز حين يشاهدون أعداءهم يأكلون، أليس كذلك، دكتور؟ لكنِّي لا أعرف شخصاً واحداً كان عليه أن ينظر، كما فعلتُ أنا، إلى أفراد أسرته وهم يفترسون الطعام قبالة عينيه الجائعتين. كان بإمكاني، بطبيعة الحال، أن أسرق من صحن أو آخر، وأدبِّر عشاءً من بقايا الطعام. الأمر فحسب أنَّ تلك الأفواه كانت تنوِّمني مغناطيسيّاً: كان الأمر كما لو كانوا يمضغونني، ينقلون الطاقة من جسدي حتَّى يتمكَّنوا من النموِّ أكثر، والأكل أكثر، كلَّ يوم. تصعقك الكراهية في بعض الأحيان، دكتور. كنت أستيقظ من ذهولي وكلُّ الصحون فارغة بطبيعة الحال، ووالداي والإخوة والأخوات قد نهضوا من حول الطاولة ولم تتبقَّ فضلات طعام لتُسرق. وجوههم مثل تلك الأطباق القذرة. والألسنة تلعق الشفاه كما يغسل عمَّال النظافة، في شوارع المدينة، شعرَ كلب كان للتوّ قد هرسته شاحنة أحد المخمورين.

مشاركة من عهد صبيحة ، من كتاب

مسكرا

هذا الاقتباس من رواية