مدن تأكل العشب > اقتباسات من رواية مدن تأكل العشب > اقتباس

وأعتذر من القارئ العزيز لهذا الخلط الذي أوقعنا به الناشر حين أرفق بهذه الرواية أجزاء من عمل آخر قال إنه عثر على مخطوطته عند أحد الوراقين بدون اسم لمؤلفه. وعندما قرأ تلك المخطوطة وجدها مناسبة لأن تكون رديفاً لعملي، وأقسم أن العملين مكملان لبعضهما ويستحقان أن ينشرا سوياً، كعمل تجريبي رائد. ولا أدري لماذا لم أعترض، لكن هذا التسامح الذي قد ألام عليه من قبل النقاد لم يكن هاجسي الذي يشغلني وإنما اعتراضي ينشأ من الاختلاف الأيديولوجي، فأنا رجل قومي وحدوي أعترض وأتفق مع جمال داخل المنهج وإن كنت أوصف بالسلبي تجاه كثير من القناعات التي أؤمن بها. فرؤيتي أن جميع الأفكار يمكن أن تتعايش وأن كل منهج عليه أن يعيش في دائرته ويتخلى عن رغبة الاحتواء تاركاً لكل إنسان فرصة أن يختار دون قمع أو إجبار. ولذلك فأنا أحترم كل تجربة إنسانية وأمنحها حسن الظن، ومع هذا الايمان فإن ما كتبه المؤلف المجهول من ألفاظ وتحقير للوحدة ولرموزها لا أقبله وأرفضه جملة وتفصيلاً، وأنبه القارئ العزيز أن ما كتبه المؤلف المجهول في هذا العمل لا يمثل رأيي البتة.. لذلك فأنا أتنصل من كل تلك المقولات التي جاءت على لسان الراوي المجهول، وسأقوم بترقيم كل فصل أكتبه بالأرقام اللاتينية كي يستطيع القارئ الفصل بين ما كتبته أنا وما كتبه المؤلف المجهول، والذي لم نجد له اسماً على تلك الفصول التي عثر عليها الناشر، وليسامح الله الناشر على هذه الورطة إن كانت بالفعل ورطة.

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

مدن تأكل العشب

هذا الاقتباس من رواية