طوق الحمامة في الألفة والألاف > اقتباسات من كتاب طوق الحمامة في الألفة والألاف > اقتباس

ماهيّة الحب

الحب -أعزك الله- أولّه هَزْل وآخره جِدّ، دقَّت معانيه لجلالتها عن أن توصف، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة. ليس بِمُنْكَرٍ في الديانة ولا بمحظور في الشريعة، إذ القلوب بيد الله عزَّ وجل.

والحب -أعزك الله- داءٌ عياءٌ وفيه الدواء منه على قدر المعاناة، وسقامٌ مستلذٌ وعلةٌ مشتهاة لا يودّ سليمُها البرءَ ولا يتمنى عليلها الإفاقة؛ يُزَيّن للمرء ما كان يأنف منه، ويسهِّلُ عليه ما كان يصعُب عنده حتى يحيلَ الطبائعَ المركبة والجِبِلَّةِ المخلوقة.

هذا الاقتباس من كتاب