الاشتراكية > اقتباسات من كتاب الاشتراكية > اقتباس

إن الإصلاح الذي نسمع عن قيام وسقوط وزارات من أجله في أوروبا الآن يسير في سبل اشتراكية أو شبيهة بالاشتراكية. فإن الاشتراكيين قد قبضوا على زمام الفكر السياسي الأوروبي. وإن لم يقبضوا بعد على مقاليد الحكومات. فترى الأحزاب المحافظة، أو الحرة، أو غير ذلك، لا تفكر إلا في الإصلاح إلا وتتجه نحو الاشتراكية رغم أنفها. لأن الاشتراكية نتيجة لازمة لنظامنا الاقتصادي الحاضر، حتى قال «ماركس»: «لا تجهدوا أنفسكم في الدعوة إلى الاشتراكية لأنها آتية بعد هذا النظام كما يأتي الليل بعد النهار».

فأول إصلاح اتجهت إليه أنظار السياسيين هو التعليم المجاني الإلزامى الابتدائي. وهو مبني على فكرة أن الناس يجب أن يتساووا في الحصول على كل شيء من التَّنَوُّرِ ينفعهم في حياتهم، لا يمتاز في ذلك غني على فقير. وقد عم هذا الإصلاح كل أوروبا تقريبًا الآن. ولكن الاشتراكيين يطلبون تعميم التعليم الثانوي والعالي بحيث يمكن لكل فرد أن يُظهر كفاءاته ويستفيد بها مهما كان فقيرًا. وقد نالوا شيئًا من رغبتهم هذه في ألمانيا حيث أصبح بعض التعليم الثانوي إلزاميًّا ومجانيًّا. وفي فرنسا الآن يُعتبر التعليم الثانوي والعالي مجانيًّا تقريبًا لرخص أجر التعليم ولا تكتفي الآن بلدية لندن بتعليم الأطفال بل تقدم لهم الغذاء الكافي عندما تجد أن فقر عائلاتهم يحول دون تغذيتهم.

مشاركة من مصطفى باسم ، من كتاب

الاشتراكية

هذا الاقتباس من كتاب

الاشتراكية - سلامة موسى

الاشتراكية

تأليف (تأليف) 3.7
تحميل الكتاب مجّانًا