الاشتراكية > اقتباسات من كتاب الاشتراكية > اقتباس

بُنِيَتْ على

خرافة غريبة مؤدَّاها أن آباءنا المتوحشين اهتدَوْا إلى الزراعة بواسطة موتاهم. فإنهم كانوا

قبلًا يعيشون في الغابات يأكلون أثمارها وحبوبها البرية. وكانوا يعتقدون أن الميت يحتاج

للغذاء في العالم الثاني، فكانوا يضعون في قبره بعض الأثمار والحبوب. وجثة الإنسان إذا

أنتنت وتحللت صارت سمادًا عظيمًا للأرض. فكان لا يمضي على دفن الميت زمن كبير حتى تنبت

النباتات فوق قبره قوية باسقة لكثرة ما في تربتها من السماد. فكان أهل الميت يأتون ويجنون

أثمار القبر معتقدين أن عزيزهم المائت هو الذي خلقها لهم خصيصًا حتى ينعموا بها، فكانوا

يمنعون غيرها من جني هذه الأثمار، إذ لكل عائلة ميت يأتي لها بأثمارها وغلَّاتها فلا يجب أن

تعتدي إحداها على الأخرى. هذا فضلًا عمَّا يلحق أشخاص الموتى من القداسة النسبية التى تؤدي

إلى ألا يزور قبر الميت ويجلس فوقه أو بقربه غير أهله.

مشاركة من عمار العين ، من كتاب

الاشتراكية

هذا الاقتباس من كتاب

الاشتراكية - سلامة موسى

الاشتراكية

تأليف (تأليف) 3.7
تحميل الكتاب مجّانًا