الطيبيون > اقتباسات من رواية الطيبيون > اقتباس

تفتح مقاطعة "الكرنك" ذراعيها لجلالة سيدي، ترتّل الأحجار نغم استقباله، يلج الموكب من بوابة معبد "آمون" يتخالط الحصى مهدهدًا لخطوات الموكب، تُفسح الأعمدة ذراعيها لمحفّة سيدي، وتطأطئ المسلات العالية رؤوسها احترامًا وتشريفًا، تترنّم الحجارة بنشيد الغفران: اصفح عن جمودنا في وجهك يا مولانا.

يستقر أمام مدخل حجرة تقديم القرابين "لمنتو"، تتقوَّس أشعة "رع" وتحتضن وجه سيدي، كأن كل شيءٍ في الداخل مهيأ لتقديم القرابين، طاولة من خشب "السنط" أعدت كمذبحٍ للبهائم والطيور، وطاولة مجاورة تراصت فوقها زجاجات النبيذ الفاخر الباهظ، وطاولة ثالثة تكدست عليها جميع أنواع الخبز ..

تقدم سيدي المبجل إلى الداخل، في أعقابه دلفت، ومعي "بام" وبعض كبار الكهنة وحراس، مضى "بام" يدور حول سيدي مسبلاً جفنيه مغرقًا في تلاوة التعاويذ والقراءات، وينثر حول جلالته ماءً مقدسًا تليت عليه طقوس القبول ولقاء الإله، ثم أنهى دورته ووقف خلف سيدي المبجّل، فبدأ حارسٌ في حرق البخور الذي كان يملأ جوف مباخر من نحاس صنعت في بلاد "آسيا" مفرّغة بدقة وهندسة وإتقان ..

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

الطيبيون

هذا الاقتباس من رواية