طالما بدا لي أن أكثر ما يثير غضب الناس وحنقهم هـو أن يَرَوا أنفسهم منغمسين في تلبية مطالب الجسد وحده، وبرغم أنّ الجسدَ عنصر جوهري من عناصر الوجود، هو غير منسجم البتة مع الرغبات التعبيرية لعالمَي الفكر والروح. والحقيقة أننا كلما شحذنا وعينا ليصير أكثر حدّة، نما في المقابل خصمٌ مساوٍ له في القوّة، مضاد في الاتجاه، وكأننا إزاء شخص آخر، وهذا يصدق بالمثل على طبيعة أجسامنا التي تكره أن يجري الحطّ من قيمتها لمصلحة شيء آخـر.
مشاركة من مها الهذلي
، من كتاب