عودة الذئب > اقتباسات من رواية عودة الذئب > اقتباس

قالت وهي تبتسم: أقصد لم اتخذتم الذئب شعاراً لكم؟

قال بعد صمت: هناك أسطورة في ثقافتنا تقول:

"أنّ عاصفة هوجاء تهبّ،

فيخاف منها الناس والحيوانات،

فتدمّر العاصفة كلّ شيء حتى لا يجد الناس مكانًا يجتمعون فيه،

فالشجر قد اقتلع من جذوره،

والبيوت قد تهدّمت،

ويبقى ذئب وحيداً يقف بشموخ على صخرة ناظرًا إلى العاصفة،

فيتشبث الذئب بمكانه دون حراك،

حتى عندما ينسلخ جلده يبقى صامدًا لا يتحرّك ولا يصرخ عند الموت,

ويبقى محدقًا بعدوّه إلى أن يموت"

وهذا هو حال الشيشانيّ، فهو سيبقى على الجبل ينظر إلى الموت المحيط به دون أن يخاف منه

لهذا يشبّه المقاتل الشيشانيّ نفسه بالذئب ويعتدّ بصفاته التي يتميّز بها،

فجعله فى علم الشيشان شعارًا له جالسًا على صخرة تحت ضوء القمر وحيدًا, للدلالة على عزلة الشعب الشيشانيّ من بقيّة الشعوب،

ان الذئب يستحيل ترويضه, تماماً كالشعب الشيشاني.

وهو مخلص لشريكه، ويساهم الذكر في تربية الجراء.

وهو الحيوان الوحيد الذي يزداد شراسة مع التقدّم في العمر.

ويكون في قمّة شراسته عندما يجرح.

ولا يصرخ عند الموت, ويبقى محدقًا بعدوّه حتى يموت.

صمت قليلاً, ثم أردف بلهجة عميقة اهتز لها فؤادها: هكذا الشيشانيّ

قالت بسرعة حتى لا يعود لصمته وقد سرها كثيرا جذبه للحديث: كيف احتلت القوات الروسية الشيشان؟

طال صمته لكنها لم تيأس من أن تجعله يتكلم فقالت: أريد أن أعرف الحقيقة

قال بهدوء: وبعد أن تعرفي الحقيقة؟

قالت بدهشة: أنشرها للعالم

قال بسخرية مريرة: وهل سيغير هذا من الواقع؟

عاد لصمته من جديد فقالت بدهشة: ألا يهمك أن يعرف العالم الحقيقة.. أن يفهم قضيتكم .. أن يتدخل لحلها؟

قال: وهل تعتقدين أنهم لا يعرفون؟ إنهم يعرفون منذ زمن بعيد .. منذ أول مرة اقتحم فيها الروس الشيشان بعد استقلالها عام 1994 وأجبرناهم على الخروج من أرضنا أذلاء عام 1996

هذا الاقتباس من رواية