1984 > اقتباسات من رواية 1984 > اقتباس

فازدواجية التفكير تعني القدرة على اعتناق معتقدين متناقضين في آن واحد وقبولهما معاً. فالمفكر الحزبي يعرف الوجهة التي يجب أن تأخذها ذكرياته عند تغاييرها، ويعرف بناء على ذلك أنه يتلاعب بالحقيقة، ولكنه بممارسة ازدواجية التفكير يُقنع نفسه بأنه لم يدنّس الحقيقة. ويتعين أن تجري هذه العملية عن وعي وإدراك وإلا تعذّر تنفيذها بالدقة المطلوبة، كما ينبغي أن تتم بدون وعي أيضاً وإلا فإنها ستولّد شعورًا بالزيف ومن ثم بالإثم. إن ازدواجية التفكير تقع في صميم مبادئ الاشتراكية الإنجليزية باعتبار أن المنهج الرئيسي للحزب هو استخدام الخداع الواعي مع الاحتفاظ بثبات الغاية التي تظل محاطة بالصدق. ولذلك لابد لعضو الحزب أن يكذب متعمّداً وهو يؤمن في قرارة نفسه بكذبه، وان لينسى أي حقيقة باتت غير ملائمة، ثم عندما تمس الحاجة إليها مرة ثانية فإنهم يستدعونها من غياهب النسيان، وأن ينكروا وجود الحقيقة الموضوعية وان يأخذوا بالحسبان ذلك الواقع الذي أنكروه. بل وحتى عند استعمال عبارة ازدواجية التفكير من الضروري أن يمارس المرء ازدواجية التفكير، ذلك أن المرء باستعماله هذه العبارة إنما يعترف بأنه إنما يتلاعب بالحقائق، فمع كل مرة يلجأ فيها المرء لازدواجية التفكير فإنه يطمس معرفة ما وهكذا دواليك حتى تتراكم الأكاذيب وتجثم فوق الحقيقة

مشاركة من Toqa Sayed Galal ، من كتاب

1984

هذا الاقتباس من رواية