الغربال > اقتباسات من كتاب الغربال > اقتباس

صفاء في الذهن، واستقامة في النقد، وغيرة على الإصلاح، وفهم لوظيفة الأدب، وقبس من الفلسفة، ولذعة من التهكّم - هذه خلال واضحة تطالعك من هذا "الغربال" الذي يطلّ القارئ من خلاله على كثير من الطرائف البارعة والحقائق القيّمة.

أسلمنيه ناشره الأديب عشيّة سفري إلى أسوان، فاغتبطت بالهدية وشكرتها للمؤلف والناشر، لأنها متعة من القراءة الطريفة أتزوّد بها في هذه الرحلة، ولأنها من الوجهة الأخرى دليل من دلائل القرابة الفكرية ووثيقة نسب جديد من أنساب الأدب. وأيّ شيء أدل على قرابة الفكر وأبين عن عروقها الممتدة وأرحامها المؤلفة من كتاب تخطر معانيه وتصاغ عباراته في "نيويورك" تحت سماء القارة الأمريكية ثم تُكتب مقدمته في "أسوان" تحت سماء القارة الأفريقية؟؟ فهذا ما ليس يصنعه إلّا الفكر، ذلك الجوهر الخالد الذي لا مكان له ولا زمان، والذي لا قرابة أقرب منه بين إنسان وإنسان. فهو الغاية بعد كل غاية والجامعة أسمى من كل جامعة. ولو أن نفسًا في المريخ خطر في ضميرها مثل الذي يخطر في ضميري لكانت ألصق بي وأوفى رحمًا ممّن يليني ويجاورني على فرقة في الرأي والإحساس. ولو أن قائلًا جمعني به الفكر والهوى لما كان غريبًا عني وإن فرّقتنا لغة وباعد بيننا زمان وموطن. فكيف به يكتب باللغة التي أكتب بها وينتمي إلى جانب الأرض الذي أنتمي إليه؟؟

- من مقدمة العقاد

مشاركة من المغربية ، من كتاب

الغربال

هذا الاقتباس من كتاب

الغربال - ميخائيل نعيمة, فيصل دراج

الغربال

تأليف (تأليف) (تقديم) 3.5
أبلغوني عند توفره