تأملات (مشكلات الحضارة) > اقتباسات من كتاب تأملات (مشكلات الحضارة) > اقتباس

أما السياسة، فإننا نحددها على أنها توجيه الطاقات الاجتماعية، لتحقيق بناء المجتمع في الداخل وتحقيق مكانه في الخارج. على أننا حينما نحلل الطاقات الاجتماعية عامة، نرى أنها تتضمن أولا وقبل كل شيء الفرد أداةً وهدفاً، فالطاقات الاجتماعية تنبع من الفرد وتعود اليه. فالفرد الصالح حينما يشارك في بناء المجتمع، فان عمله هنا يعود إليه في صورة ضمانات اجتماعية تكفل له توجيه طاقاته الفردية. إذن هناك تضامن بين الثقافة والسياسة وليس ترتيب وأسبقية. فالبناء هنا كالبناء الطبيعي للكائن الحي. فالطبيعة لا تبني في الانسان إصبعه أولا ثم شعره ثانيا.

هذا الاقتباس من كتاب