سيدة المقام > اقتباسات من رواية سيدة المقام > اقتباس

أيتّها الجمعة الحزينة! ما أوحش فراغاتك وخوفك. من يتذكّر الجمعة الحزينة. بل مَنْ مِنّا لا يتذكّره؟

من يَرَ يحزن! هذا القلب، من يسافر داخله غير الوجوه الأليفة المملوءة بالخوف والتّسامح؟ غير أصوات القطارات الّتي تروح وتجيء بهدوء، في نظام رتيب، مقلق أحياناً، غير أحذية الراقصات المولعات، في البيوتات الضيّقة وهنّ يدققْنَ على الأرض بعنف للخروج من بين الجدران الأسمنتيّة. يستأذن القلب من القلب للبحث عن شهدائه الضائعين الّذين لا يعرف وجوههم، عن أحلامه الّتي فقدت ملامحها، عن وجهه الذّي ضاع وسط الحرائق والفراغ المهول. لست أدري لماذا تغزوني الآن أشواقك وأحزانك بكلِّ هذه الكثافة.

مشاركة من sihem cherrad ، من كتاب

سيدة المقام

هذا الاقتباس من رواية