أطفال منتصف الليل > اقتباسات من رواية أطفال منتصف الليل > اقتباس

حين بلغت من العمر ما يسمح لي بممارسة ألعاب النرد، وقعت في هوى لعبة "الأفاعي والسلالم". أي توازن رائع بين الثواب والعقاب! أية خيارات اعتباطية في الظاهر يضعها الزهر المتدحرج! لقد قضيت بعضاً من أسعد أيام حياتي، وأنا أتسلق السلالم، وأزلق الأفاعي إلى الأسفل. وحين آن أوان تجربتي، وتحداني والدي في أن أتعلم لعبة الشطرنج، أغضبته بقولي إنني أفضل دعوته، بدلاً من ذلك، لتجريب حظه بين السلالم والأفاعي التي تقضم قضما رفيعا.

لكل لعبة من الألعاب قواعدها الأخلاقية، ولعبة "الأفاعي والسلالم" تتضمن، كما لايمكن لأية فعالية أخرى أن تتضمن، الحقيقة الأبدية في أن كل سلم تتسلقه تجد أفعى تنتظر عند الزاوية تماماً، ومقابل كل أفعى يعوضك سلم. لكن ثمة ما هو أكثر من ذلك، فهي ليست مجرد جزرة - عصاة، ذلك أن جوهر اللعبة هو الثنائية الأبدية للأشياء، ثنائية الفوق ضد التحت، الخير ضد الشر، المعقولية المتصلة للسلالم مقابل التوائية الأفعى، وفي تضاد السلم والكوبرا يمكننا أن نرى، جميع التضادات المحتملة، الألف مقابل الياء، الأب مقابل الأم...

لكنني اكتشفت، وفي وقت مبكر من حياتي، أن اللعبة تفتقر لبعد حاسم، بعد الغموض والالتباس - ذلك أنه يحتمل أيضاً، وكما ستتكشف الأحداث في ما بعد، أن تنزلق على سلم وتهوي إلى الأرض، كما يحتمل أن تتسلق إلى النصر بواسطة سم أفعى...

هذا الاقتباس من رواية