كتاب : أجيال سوية تتمتع بالصحة النفسية
للكاتبة : شيماء الإتربي Shaimaa Eletrabi
دار : إبهار للنشر والتوزيع
يُعد الكتاب إرشاديًا، وليس بديلًا عن زيارة المختص أو نصيحة طبية شخصية، فلا ينبغي الاعتماد عليه لتشخيص حالة الابن/الابنة، ولكنه قد يضيء بعض النقاط ويقدّم تفسيرًا للعديد من السلوكيات غير المرغوبة، كما قد تجد فيه إجابات لأسئلة تشغل ذهنك.
ما يُطرح فيه قائم على بحث في مجال تعديل سلوك الأطفال، قياسًا على الواقع؛ فقد يُصيب وقد يُخطئ، ولا يُعتبر حقائق مطلقة، بل يعرض المشكلة والحل بشكل مبسط يسهل على الجميع فهمه بطريقة سلسة ومختصرة.
هكذا قالت الكاتبة عنه .. وبحق فهو كتاب مميز ومفيد في مجال التربية النفسية والصحية للأبناء، لا يستغني عنه الوالدان، خاصة إذا صادف محله. يتميز بعرض جيد وأسلوب سلس بلغة عربية فصحى سهلة، ويُقدَّم على هيئة سؤال وجواب بذكر المشكلة ومحاولة حلها بطرق صحية، علمية ونفسية.
---
🔸الفصل الأول: التربية
تنقسم التربية إلى أربعة أنواع:
التربية القاسية.
التربية المتساهلة (المدللة).
التربية التجاهلية.
التربية ذات السلطة الإيجابية.
1. التربية القاسية:
تقوم على العنف، حيث يُقابل الخطأ بالضرب والإهانة. هذا النوع قد ينشئ طفلًا خانعًا مستكينًا سلبيًا تمامًا، أو ابنًا متسلطًا يواجه العنف بالعنف في الداخل والخارج.
أما في حال البنات، فإن التربية القائمة على التعنيف والضرب لا تترك أمامهن إلا البحث عن أي مخرج من هذا الضيق، إما بالهروب أو بالزواج من أي شخص حتى لو لم يكن مرغوبًا.
2. التربية المتساهلة (المدللة):
تُعد أسوأ من سابقتها، حيث تُترك الحرية المطلقة للأبناء وتُلبى كل رغباتهم بلا حدود. النتيجة: أبناء كسالى، غير مكترثين، عاجزين عن مواجهة الحياة، يفتقرون إلى دافع للعمل أو للجد والاجتهاد. وقد ينشأ لديهم شعور بالكبر على الناس، بل يصبح الآباء أنفسهم عبئًا عليهم عند الكبر.
3. التربية التجاهلية:
يكتفي فيها الآباء بالاهتمام بالجانب المادي والاجتماعي، ويتركون التربية للمدارس. ظنًّا منهم أنهم بذلك يربّون ابنًا صالحًا في بيئة جيدة، لكن النتيجة غالبًا أن الطفل يبحث عن من يمنحه الحنان والاهتمام، سواء كان طرفًا صالحًا أو فاسدًا.
4. التربية الإيجابية:
هي الأفضل والأكمل؛ تقوم على الثواب والعقاب، الحب والاحتواء، تحمل المسؤولية وتبعات الأفعال. يتعلم الطفل أن لوالديه سلطة عليه، لكنها سلطة إيجابية تمنحه الأمان والرحمة. ينشأ الطفل وهو موقن أن والديه يحبانه، وتشمل هذه التربية أيضًا الاهتمام بالجانب الرياضي كجزء أساسي لا يقل أهمية عن التعليم، لما له من أثر مباشر على الصحة الجسدية والعقلية.
🔸الفصل الثاني: الانفصال
تناولت الكاتبة خطورة الانفصال على الأبناء، وجاءت النقاط كالآتي:
أخطاء الانفصال الشائعة التي تضر الأبناء:
افتعال المشكلات أمامهم.
استخدامهم كسلاح للضغط.
ذكر أحد الوالدين بسوء أمامهم أو مع الآخرين.
ما ينبغي فعله:
إخبار الأبناء بالانفصال قبل وقوعه.
تجنب تدخل الأقارب في تربيتهم.
إدراك أن دور الأب يتجاوز الجانب المادي.
الاتفاق على أسلوب تربوي واحد ونهج مشترك.
احتواء الأبناء ودعمهم نفسيًا.
🔸الفصل الثالث: الصدمات النفسية
استعرضت الكاتبة الصدمات وأعراضها وفق الفئات العمرية:
من سنتين إلى 7 سنوات.
من 7 إلى 11 سنة.
مرحلة المراهقة.
دور الأهل أساسي في:
مساعدة الطفل على تجاوز الصدمة والتعافي.
منع تراكم المشاعر المكبوتة التي قد تترك أثرًا مدى الحياة.
توفير الدعم النفسي والاحتواء حتى يصل الطفل إلى بر الأمان.
🔸الفصل الرابع: أخطاء شائعة
ناقشت الكاتبة مجموعة من الأخطاء المتكررة في التربية، ومنها:
1. المثالية المفرطة:
قد تدفع الأسرة طفلها إلى المثالية المطلقة، فتحرمه من ارتكاب أي خطأ، مما يجعله مبغضًا للمجتمع. العلاج هو الموازنة بين الأخطاء الفادحة والأخطاء البسيطة.
2. التنمر:
من أكثر الأخطاء شيوعًا؛ أسبابه متعددة مثل الطول أو القصر أو لون البشرة أو الحالة الاجتماعية. ينتج التنمر عن تربية غير سوية، أما ضحيته فهو الطفل المتنمر عليه. العلاج يكون بالتوعية السليمة، وبث الثقة بالنفس.
3. إسقاط طموحات الآباء على الأبناء:
كثيرًا ما يسعى الأهل إلى استكمال ما أخفقوا فيه عبر أبنائهم، حتى ولو كان مخالفًا لرغباتهم. النتيجة: طفل لا يحب نفسه ولا عمله. العلاج: بناء شخصية مستقلة للابن، وتشجيعه على تحقيق ذاته.
4. السخرية من الأبناء:
من أكثر الأخطاء شيوعًا، حيث يسخر الوالدان من أبنائهم أمام الناس. يولد ذلك شعورًا بالمهانة يجعل الطفل يكره الاجتماعات ويميل للعزلة.
5. التفرقة بين الأبناء:
تمييز أحد الأبناء على حساب الآخر يُولّد كراهية وحقدًا. العلاج هو الموازنة والعدل بين الأبناء، والاقتداء بقصة سيدنا يوسف عليه السلام.
6. إهمال الحدود الشخصية:
كل طفل يضع لنفسه حدودًا وخصوصية، لكن بعض الآباء يتجاهلون ذلك ويلجؤون للتعنيف، وهو سلوك خاطئ. العلاج: احترام الخصوصية وتعلم بناء الحدود الصحية.
#أبجد
#شيماء_الإتربي