اقتباسات من كتاب سباحة في بركة تحت المطر

قال تشيخوف ذات مرّة: «ليس على الفنّ أن يحلّ المشكلات، بل أن يصوغها بدقّة».

❞ بصراحة، إن من يقرؤون من بيننا ويكتبون، يفعلون ذلك لأنّهم يحبّون فعله، ولأنّ هذا الفعل يشعرهم بالحيويّة، وعلى الأرجح سيتابعون فعله حتّى لو ثبت أنّ حصيلة تأثيره صفر ❝

❞ الكاتبة والقارئة تقفان عند نهايتي بركة. تلقي الكاتبة حصاة في الماء فتصل التموّجات إلى القارئة. الكاتبة تقف مكانها، تتخيّل وقع التموّجات على القارئة، لتقرّر أيّ حصاة ستلقيها بعدها.

⁠‫في تلك الأثناء، تتلقّى القارئة التموّجات، وتتحدّث إليها على نحوٍ ما. ❝

❞ إنّ أكثر الأشياء صدقاً وفناً أحياناً ما تكون ببساطة تلك التي تجعلنا نتجنّب الخطأ: عدول عن شيء، مسح، امتناع عن قرار، سكوت، انتظار لرؤية ماذا سيحدث، إدراك متى نتوقّف. ❝

❞ في الواقع تولستوي نفسه يصف هذا الاحتمال بعينه في مقالة كتبها عن قصّة تشيخوف «الحبّوبة»، اقترح فيها أنّ تشيخوف بدأ كتابة تلك القصّة ليسخر من نوع محدّد من النساء (المرأة التابعة والمطيعة للرجُل)، «ليستعرض سلوكاً على النساء ألّا تسلكه». ❝

❞ في الواقع تولستوي نفسه يصف هذا الاحتمال بعينه في مقالة كتبها عن قصّة تشيخوف «الحبّوبة»، اقترح فيها أنّ تشيخوف بدأ كتابة تلك القصّة ليسخر من نوع محدّد من النساء (المرأة التابعة والمطيعة للرجُل)، «ليستعرض سلوكاً على النساء ألّا تسلكه». ❝

❞ أحد الحلول الممكنة للمعضلة التاريخيّة، معضلة كيف نواجه شر هذا العالم: لا تدعه يقترب من قدرتك على الحبّ.

⁠‫مشكلة هذه القراءة أنّها تسمح للأوغاد بأن يظلّوا أوغاداً. ❝

❞ «ذات مرّة كان هناك رجُلٌ خنوعٌ، ومهما حدث له، ومهما تعرّض لأذى، يظلّ خنوعاً، واتّضح في النهاية أنّ تلك هي الطريقة السليمة للحياة، ولأجل هذا أحبّه الرب». ❝

❞ إنّ الناس يحسبون أنّ ثمّة ظروفاً يستطيع فيها المرء أن يُعامل البشر بدون حب، لكن مثل هذه الظروف غير موجودة… لو أنّك لا تشعر بالحبّ، فلتجلس ساكناً. اشغل نفسك بالأشياء، بنفسك، بأي شيء تحبّ، إلّا الناس… ❝

❞ قال مارتين لوثر كينج جونيور Martin Luther King Jr.: «لقد قرّرت أن ألتزم بالحبّ، فالكره عبء لا أتحمّله». ❝

كان يقول: «لحياة الريف مزاياها؛ تجلس في الشرفة تحتسي الشاي، ويعوم البط في البحيرة، ويفوح كل شيء برائحة شهيّة… وينضج على الفروع عنب الثعلب».

لا يحتاج الإنسان إلى ستّة أقدام من الأرض، ولا إلى مزرعة، بل إلى العالم بأسره، إلى كل ما في الطبيعة. عندما يتحرّر من كل ما يعيقه يصبح قادراً على إبداء ما في روحه الحرّة من ميزاتٍ وقدرات.

أشارت ديبورا أيزنبرج Deborah Eisenberg في كتابتها عن رواية جريجور فون ريزوري Gregor von Rezzori الكلاسيكية (مذكرات معادٍ للساميّة Memoirs of an Anti-Semite) إلى الأذى البالغ الذي يمكن أن يرتكبه حفنة من الأشرار، ما دامت في جانبهم «المساعدة السلبيّة للكثيرين،

❞ قال الشاعر راندال جارل Randall Jarrell، الذي هو في الواقع ناقدٌ ممتازٌ أيضاً: «ثمّة شيء شديد السخافة في النقّاد، إنّ العمل الجيّد جيّدٌ بدون حاجةٍ إلى قولنا: إنّه كذلك، وتحت طيّات كبريائنا الهائل نعلم ذلك». ❝

❞ تقنياً، التخييل لا يساعد في الخلاف كثيراً. ليس في وسع القصص أن «تثبت» أيّ شيء، لأنّ الكاتب هو من يخترع كل العناصر (لو أنّني صنعت بيت لعبةٍ من المثلّجات، ثمّ وضعته في الشمس، فهذا لا يثبت فكرة أنّ «البيوت تذوب»). ❝

❞ كتب عنه ترويا: «كان يرى أنّ التعقّل علامةٌ على حسن التربية، فالناس المحترمون لا يجاهرون بنوائبهم» ❝

❞ إنّ الحياة صعبة، والتوتّر الذي تثيره فينا الحياة يجعلنا نريد أن نحكم على الأشياء، أن نتيقّن، أن يكون لنا موقفٌ وقرارٌ واضح. إنّ التمسك بنظام قناعاتٍ مُحكمٍ مصدر اطمئنانٍ عظيم. ❝

القصّة في أوّل صفحاتها: «ذات مرّة، كانت هناك امرأة وحيدة». كان يمكن أن تتابع وتقول: «ويا للروعة! قابلت المرأة الوحيدة رجُلاً وحيداً ولم يعد أيّهما كذلك». لكنْ برفض الجمع بينهما، أخذت القصّة تسأل سؤالاً أعمق: «ماذا لو أنّ الشخص الوحيد لا يستطيع الفكاك من وحدته؟».

إنّ القصّة القصيرة لَنوعٌ قاسٍ من الكتابة.

‫ قاسيةٌ مثل مزحةٍ، مثل أغنيةٍ، مثل خطابٍ من على حبل المشنقة.

مهما أشرقت الوجوه لن تُبنى بينهما الجسور، والجمع بينهما لو حدث سيبدو مزيّفاً، قسريّاً.