اقتباسات من كتاب عصر الأنا

الليبرالية تقول لنا إننا أسياد الأرض، لكنها تستعبدنا في العزلة المقيتة للاستهلاكية والقلق الطبقي

الأمان الزائف الذي نشعر به جراء التقوقع هو أسوأ مظاهر الفردانية.

بدلًا من أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي أدوات لتقريب الناس أو منصات لتغيير وتلقيح الأفكار فإنها صارت معززات للآراء الفردية ومقويات لوجهات النظر الشخصية لا أكثر.

«إن أدوات مثل تويتر وفيسبوك تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط بعد تناول كأس من النبيذ، دون أن يتسببوا بأي ضرر للمجتمع، وكانوا يُسكّتون فوراً أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل. إنه غزو البلهاء»

امبورتو ايكو

«لم يعد مواطن القرن العشرين الأمريكي يبحث عن رجال الدين أو الكهان، وإنما يسعى الآن وراء المعالجين والأطباء النفسيين. توارى الهدف الديني القديم المتمثل في الخلاص من الذنوب وأصبح الهدف الأسمى حاليًا للفرد هو السواء النفسي والسعادة الفردية»

إذا كان الإرجاء هو دين الملوك، فإن الفردانية هي مذهب الطغاة.

الانسحاب من الشأن العام والتركيز على الشأن الخاص، أو التحول من الجماعية إلى الفردانية، هو رد فعل نفسي تجاه فشل التغيير المجتمعي في حياة الشاب

«الحركة الأولى التي يحاول الإنسان المقهور من خلالها تجنب ما يفرضه المتسلط من قهر متعنت تأخذ اتجاه (الانكفاء على الذات)».

الشاب الذي يعيش تجربة الهزيمة وتحطم أحلامه التي أنفق فيها شبابه من أجل تحقيقها، يجد نفسه مصابًا بالاغتراب ولا يشعر بالانتماء للمجتمع الذي يعيش فيه، ولا يعترف سوى بقيمه الخاصة التي ناضل من أجلها في الفترة الذهبية من عمره.

في وسط الانهيار العظيم لحلمنا، أخذ الجميع يبحث عن أرض مضمونة يسند إليها قدميه اللتين اتضح أنهما كانتا معلقتين في الهواء، وفي واقع انعدمت فيه كل أرضية مشتركة بين أفراد المجتمع بأسره، كان الهم الوحيد الحقيقي هو أن يؤمّن كل فرد نفسه مادياً

صرنا بقايا زمن لم نكد نتعرف عليه، لا ندري ماذا نفعل

الحضارة تصدّر الفردانية لإجهاض ما تبقى للمجتمعات من قوة، في سعي حثيث لاكتساح القيم الفردانية المادية

فليذهب المجتمع إلى الجحيم، أنا أهم من كل شيء.

نحن صرنا كائنات تتلذذ بالتمحور حول أنفسها ولا تستسيغ الانتماء مع الآخرين.

‫ كلما كان الموضوع يخص (أنا) ازداد اهتمامنا وشغفنا به، وكلما كانت القضية متلقة ب(نحن) أو (هم) فلا نأبه بها.