حوار صحفي في أوائل التسعينيات قالت الزيات: “تقدمت في السن وأدركت أنه ليس من السهل تغيير المجتمع، ولكن كل ما يمكن أن يطمح فيه الإنسان هو أن يغير نفسه”.
من الخوف إلى الحرية : رحلة امرأة مصرية من الصعيد إلى ما وراء المحيط
نبذة عن الكتاب
يروي سيرة المحللة النفسية والمثقفة المصرية النسوية عفاف محفوظ منذ مولدها في المنيا في صعيد مصر على مشارف الحرب العالمية الثانية حتى تقاعدها في العقد الثاني من هذا القرن في فلوريدا جنوب الولايات المتحدة. وعن الكتاب قالت الأستاذة الدكتورة هدى الصدّة: "تصحبنا عفاف محفوظ في رحلتها نحو التحرر من الخوف، فنتعرف على لحظات فاصلة في حياتها وفي تاريخ العالم مروية من خلال عيون امرأة ذكية ومرهفة الحس، عانت من التمييز إما بسبب كونها فتاة في مجتمع ذكوري أو لكونها مسلمة وعربية في مجتمع عنصري، ولكنها تنجح في العبور إلى بر الأمان".التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 214 صفحة
- [ردمك 13] 9789778031638
- الكتب خان
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب من الخوف إلى الحرية : رحلة امرأة مصرية من الصعيد إلى ما وراء المحيط
مشاركة من Fatma Al-Refaee
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
[email protected]
كتاب عظيم لسيرة إنسانة رائعة من تحرير كاتب متميز… شيق وممتع لأقصى درجة بفضل أمانة وعفوية وصدق وإنسانية عفاف محفوظ وبراعة محررها خالد منصور… ألف شكر لكما…
-
heidi
ربما كنت قاسية في الحكم على الكتاب وصاحبته في البداية لكني وجدت نفسي احترمها بشده في الفصول الأخيرة من الكتاب، عندما بدأت تتحدث عن النسوية، وعرضت المواقف المزدوجة لبعض المثقفين، وعن حياة المغتربين في أمريكا، والحالات التي قابلتها أثناء عملها في التحليل النفسي.
وشرحت بالتفصيل الازدواجية التي يعاني منها المجتمع، والرجل المصري وطمسه لدور المرأة السياسي والثقافي.
كما أعجبت جدًا بقصة حبها وزواجها من كارل، فقد كانت قصة دافئة وملهمة بالنسبة لي كثيرًا.
أما فيما يتعلق بحياتها الشخصية وعلاقاتها فهي حرة أن تعيشها كما ترغب وأن تحكي كل ما حدث معها، وربما نقطة الشجاعة في الحكي عن حياتها الشخصية بلا أي فلاتر أو خوف من كلام الناس، هي ما اعجبتني في الكتاب. وهو أمر طبيعي وعادي يمكن أن تصرح به أي امرأة في المجتمع الغربي أو في الشرق الأقصى لكن عندنا يعتبر حدث يستحق إما الاحتفاء والإشادة في أوساط المثقفين أو اللعن والوصم عند أغلب فئات المجتمع المتدين بطبعه. كذلك أتفق معها بشده فيما يخص حديثها عن عرب ٤٨ وراقت لي الفقرات الخاصة والمواقف التي تفضح فيها ميوعة مواقف المثقفين.
كنت أقول لنفسي وأنا في منتصف قراءة هذا العمل: "لا أعرف ما الملهم في قصة سيدة تنحدر من عائلة اقطاعية وحصلت على تعليم ممتاز في مدرسة الراهبات ومن ثم التحقت بالجامعة وتزوجت زواج تقليدي رغبة منها في إكمال دراستها في فرنسا للحصول على شهادة الدكتوراه، بعدها التحقت بمركز الدراسات الصحفية مع هيكل وتقلدت الكثير من المناصب.
كل هذه إنجازات رائعة ومشرفة لكنها طبيعي جدًا أن تحدث مع سيدة تنتمي لطبقة غنية أو في أقل تقدير طبقة فوق المتوسطة. كل تلك الإنجازات حدثت بشكل سلس، حتى العوائق المفترضة، كانت بسيطة وتحدث مع كل فتاة وسيدة، مثل اعتراض الأب على إكمال ابنته تعليمها الجامعي لكنه بعد فترة بسيطة من إضراب البنت عن الطعام وبسبب رؤية في المنام يقرر الموافقة على طلبها. سيدة كل عذابات طفولتها تكمن في والدتها المنضبطة التي لم تسمح له بالصداقات مع الشباب في فترة المدرسة والجامعة أو أنها فضلت الأبناء الذكور على الإناث (كحال أي أم مصرية أو عربية)
وبعد الزواج التقليدي واجهت كحال كثيرات مرارة العيش من الحماه، مؤقتًا إلى أن سافرت فرنسا ولم يحدث معها أي شيء مختلف عن الذي يحدث مع أي مغترب."
ما أقصده بالسيرة الذاتية الملهمة ( وليس شرطاً أن يكون صاحبها ذائع الصيت، بقدر ما كانت تجربته الحياتية مختلفة ومؤلمة وتحمل الكثير من الدروس والمعاني) مثل كتاب وأنت السبب يابا لنوارة نجم وكتاب أنا قادم أيها الضوء لمحمد أبو الغيط. لكن تجارب الناس مختلفة والسيدة عفاف محفوظ اختارت أن تحقق هذه الإنجازات بكامل إرادتها، سيدة أخرى بنفس الخلفية الاجتماعية والاقتصادية ربما كانت ستختار الزواج من رجل غني والبعد عن "وجع الدماغ"، والالتحاق بالنوادي الاجتماعية أو أن تختار تملق السلطة للحصول على منصب أو شهرة، لكن هذا لم يحدث.
⭐⭐⭐⭐
اقتباسات:
❞ قليلات هن - وربما مازلن - النساء القادرات في مجتمعاتنا على العيش بحرية والتمتع بحقوق مساوية لحقوق الرجال، قليلات هن النساء اللاتي تملكن حرية تقرير مصيرهن دون شعور بذنب أو الوقوع ضحية ضغوط وابتزازات اجتماعية. ❝
❞ نسبة قليلة من رجال مصر أسوياء نفسيًّا في ما يتعلق بعلاقاتهم مع النساء ومع الجنس، ❝
❞ زاد شعوري بالغربة في مصر. صعب أن يعيش الواحد حياته بحرية وصدق في ظل نظم أخلاقية متهاوية، تحاصرك بمزيج من المحافظة والانحلال وتدفعك دفعًا للنفاق والكذب. ❝
-
أسمـــا
" هل شعرت يوما بأن الكون كله بات عدوك؟
شعرت بأنني أصبحت عدو نفسي، وعداوة النفس أشدُّ ضراوة من عداوة الكون "..
أتذكر قول العزيز ميشا (ميخائيل نعيمة) في كتابه الرائع «يا ابن آدم» وأسقطه على أحلام وكلام السيدة عفاف محفوظ هنا،لولو كما اعتادت أن ينادى عليها والآتية من زمن الرئيس جمال عبد الناصر ومن عائلة ميسورة الحال مالكة لأراضي ومزارع عديدة،وأخبرها أنها أصبحت عدوة لنفسها حينما صارت تبحث عن حرية داخل حرية لم تظفر بها كثير من الفتيات في ذاك العصر،الحرية التي لم تفهمها هي بحد ذاتها والرفاهية التي لم ترها لإنها كانت أقرب بكثير من أنفها.
ما هي الحرية؟ وكيف نستطيع تقييم مداها تحت ظل العائلة والمجتمع والنفس؟ هل نحن أحرار منَّا يا ترى؟! وماذا نريده منها؟ التملص من مسؤولياتنا وواجباتنا أو التّنكر لقيمنا ومبادئنا وعقائدنا؟!وبأي صفة وصيغة نحاول أن نرى ذواتنا من خلالها؟
أظن أن هذه بعضا من الأسئلة المبهمة التي يود الواحد منا أن يطرحها ويجاري السيدة لولو فيها،لم؟!،لأن هذا ما فعلته بالضبط مع حريتها،سئمت من تحكم أمها بها ولم يكن بتحكم ..بل كانت أمومة ممارسة وتمنت التحليق إلى خارج البلاد(مصر) ولم يكن تمنيا بل هروبا من دورها كإبنة وكفرد من مجتمعها،وتزوجت ليس حبا بل استغلالا ومصلحة لتحقيق أمنيتها،وانخرطت في عالم ليس بعالمها وعاشرت عقليات بعيدة عن عقليتها البلدية وقرأت كل ما كان محظورا عليها حتى تلاشت وتناثرت ثم تكونت من جديد ..عفاف محفوظ السيدة الجديدة التي خلعت الحجاب ولا تنكر وجود الله لكنها تنكر ما عداه من كافة البشر وساوتهم جميعا بالرسل والمشايخ والعلماء،اعتقادا منها بأنها لم تكن سوى محاولات بشرية ووسائل لمحاولة فهم المُغيَّب في الحقائق والغير منطقي والمجهول في الواقع والأقدار.
لم يكن هذا التحول بحرية وإن كان كذلك لما عانت لسنوات كثيرة من الإكتئاب الذي دفعها دفعا لدراسة التحليل النفسي،ماذا فعلت لها الحرية ..مزيدا من الحزن وعدم فهم الذات والحرمان من لذة التمتع بأشياء بسيطة ومن بهجة انجازاتها و كل ما وصلت إليه في جوانبها الأكاديمية والثقافية،وكثيرا من الخوف الذي رأته الحجر الذي منعها من الإنعتاق في بداياتها ..هو نفسه ذاك الخوف الذي لم يفارقها في رحلتها وجميع محطاتها وان ظنت أنها تركته خلفها،للخوف أيضا عدة أوجه!
أحب السير الذاتية ..وأجد نفسي فيها وأتمازج معها من خلال تعرية الآخرين عن أحوالهم وحيواتهم ومكامنهم،وقد شبهت سيرة عفاف محفوظ كثيرا بسيرة ثريا التركي "حياتي كما عشتها" من حيث المضمون والرؤية للدنيا لكنها جاءت هنا وكتبت بقلم عذب،قلم خالد منصور الذي استطاع أن يوصل كل أحاسيس السيدة ويلامسها وكأنه صار هي وصارت هو،سيرة ذاتية دافئة وجميلة وإن كان لي بعض من المآخذ فيها لكن جماليتها على الأكيد تبقى طافحة وجلية ..إنها مشاركة حميمة لحياة شخص شجاع وفريد يستحق الإحترام رغم الإختلاف.
وسأنهي كلامي بعبارة أعجبتني للسيدة عفاف محفوظ أديرها وأسألها من خلالها..«هل كنت حقا جديرة بتحمل مسؤولية حريتك..؟!»
❞ صرت مؤمنة أن الهدف الأهم لأي إنسان هو أن يمتلك ويمارس القدرة على الاختيار، تلك القدرة التي يخشى بشر كثيرون منها، بل ويفضلون العجز أو المرض النفسي عوضًا عن مشقة تحمل مسؤوليتها، مسؤولية هذه الحرية الثقيلة. رحلتي من الخوف من هذه المسؤولية إلى قبولها، بل والإصرار على حملها كانت هي رحلتي من الخوف إلى الحرية. ❝