فأنا مجرَّد رجل حقير، لم يستطع أن يحافظ على شيء، لا امرأة استطاع أن يُخرسها حين تعصف به مجنونة كالريح، ولا أُمّ ردَّ عنها الأذى والألم والموت، ولا أب استطاع أن يُغسِّله، ويُكفِّنه، ويقبِّله، أو حتى يلمسه قبل دفنه، كل ما فعله أن تأمَّله من وراء زجاج سميك وهو يُحتضَـر، لم يحافظ على شيء؛ حتى بلاده التي انفرطت بين يديه بغتةً كمسبحة في هاوية نعم، كنتُ كرجل عجوز يجلس على سجَّادته ويُسبِّح، حتى انفرطت حبَّات مسبحته في الأنحاء، ولم يسعفه جسده المتخاذل من جمعها ونَظْمها، لم يملك سوى أن رمى الخيط معها، وتسلل من المكان خلسةً، واختفى هاربًا من البلاد التي أحبَّ تربتها ورائحتها وشمسها، لا يملك منها سوى أحلامه الصغيرة، وهديل، ابنته الوحيدة، وراتبه التقاعُديّ
رجل تتعقبه الغربان
نبذة عن الرواية
يرتحل الروائي السعودي يوسف المحيميد في روايته "رجل تتعقبه الغربان" في الزمن ما بين الحاضر والماضي والمستقبل، متتبعاً أوبئة واقعية وأخرى وليدة أفكار متزمتة، وحروباً مرت بها أجيال عدة من عائلة نجدية خلال ما يزيد على 100 عام، وفي مركزها نكبة عام 1948 التي بدت عصية على النسيان حتى بعد مرور 10 عقود على وقوعها بحسب سرد الرواية الذي يبدأ من عام 2048 وينتهي به.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 184 صفحة
- [ردمك 13] 9789774906596
- دار العين للنشر
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
68 مشاركة
اقتباسات من رواية رجل تتعقبه الغربان
مشاركة من إبراهيم عادل
اقتباس جديد كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
محمد العتيق
رواية رائعة وجميلة
أبدع الكاتب في وصف مدينة الرياض زمن كورونا
الحظر والتباعد والخوف من المرض
حياة الناس في تلك المرحلة
كما نقلنا الكاتب إلى حياة الرياض في زمن شبيه بزمن كورونا
إبان إنتشار الحمى الإسبانية والجدري
وكأن التاريخ يعيد نفسه
رواية مشوقة ومؤثرة