ريتريت retreat

رواية "ريتريت" تأليف رانيا بيومي

دار النشر: منشورات إيببدي

عنوان الرواية مشوق ومختلف، وهو أول عمل أبدأ بقراءته إلكترونيًا عبر تطبيق أبجد، وأنا سعيدة بعودتي إلى القراءة الإلكترونية في ظل الفجوة الكبيرة في أسعار الكتب، بسبب نظام تغيير الأسعار، وبعد غياب طويل.

تتناول الرواية قصة سفر جميع الموظفين إلى فندق، ليس بغرض الترفيه، بل لتطوير علاقات الزمالة بين العاملين بهدف توطيد الروابط بينهم، وسط ظروف مختلفة ومشكلات اجتماعية ترتبط بالحياة داخل بيئة العمل. هذه البيئة يديرها المدير التنفيذي "إيهاب"، الذي يسرق جهودهم ويستنزف طاقتهم.

فكرة الرواية جديدة ومختلفة ورائعة، ولكن بكل صراحة، لم تأخذ حقها الكافي في تسليط الضوء على بيئة العمل السامة، التي كان ينبغي للجميع قراءتها والاستفادة منها. وعلى الرغم من أنها قُدمت بإطار اجتماعي، إلا أنني أحببت هذه الرواية لما تناولته من قضايا متعلقة ببيئة العمل، والتي كنت قد درستها سابقًا وتعلمت منها الكثير.

وهذه ثاني رواية أقرأها للكاتبة رانيا بيومي بعد رواية "لن يملأه أحد" عبر تطبيق أبجد.

الرواية تحكي عن بيئة العمل السامة في بنك، وسط الفجوة المتسعة بين التواصل الاجتماعي وضغوط الحياة.

تعددت الشخصيات المميزة في الرواية، منها:

أحمد: شخصية طيبة من أصول ريفية، يعمل بجد رغم انشغال والدته برغبتها في تزويجه، بينما هو منشغل بالعمل وهواية القراءة والمشي في أماكن مختلفة.

عم جمال: شخصية بسيطة تعرض للظلم والإذلال من المدير القاسي، كما قست عليه الحياة بفقره الشديد وإصابته بمرض سرطان الدم، وظل يسعى جاهدًا لتوفير مصروفات عائلته رغم صعوبة الحياة خاصة بعد تغير نظام الإدارة الجديد.

إيهاب: مدير البنك، شخصية قاسية باردة القلب، متعالية ومغرورة في تعاملها مع زملائه. نشأته المتوترة مع والده الذي كان دائم الانتقاد له ساهمت في تشكيل شخصيته السلبية.

دليلة: سكرتيرة تنفيذية تعاني من سوء معاملة إيهاب، نشأت في بيئة أسرية مضطربة بعد انفصال والديها وسفر والدها، مما جعلها تحرم من العاطفة الأسرية.

رقية: شخصية ضعيفة فقدت طفلتها المصابة بمتلازمة داون بسبب نقلها إلى فرع عمل بعيد عن مقر سكنها بأمر من إيهاب دون مراعاة ظروفها، مما تسبب لها في ألم نفسي كبير.

كما تسلط الرواية الضوء على كيف أن ضغوط العمل قد تسرق لحظات السعادة من حياة الأفراد، وتستنزف طاقتهم بمرور الوقت.

لغة الرواية مميزة، تتسم بسلاسة النص، وتوسع القارئ في فهم ثقافة بيئات العمل السامة والمصالح الشخصية. كما أن السرد الروائي يغلب على الحوار، وهو ما أضفى على العمل طابعًا مميزًا ومشوقًا.

لقد شعرت بالغضب والصدمة أثناء القراءة، لما تعكسه الرواية من الصورة النمطية السائدة في بيئات العمل السامة بالبنوك الكبرى.

"ريتريت" هو اسم لفكرة رحلة تنظمها شركة مسؤولة بهدف تقوية علاقات الموظفين، ولكنها تكشف عن أسرار وخفايا شخصياتهم عبر لعبة "كشف الأسرار"، حيث يظهر لكل شخصية قناع يخفي حقيقتها عن الآخرين.

من خلال هذه اللعبة، أدركت أن الخوف يقيد حرية التعبير، خاصة عند شخصيتي رقية وأميرة، وأن لكل شخصية قصة قاسية خلف تصرفاتها الحالية، تعود جذورها غالبًا إلى مشكلات أسرية.

الرواية أوضحت أن بيئة العمل يمكن أن تكون قاسية للغاية، وأن الضغوط النفسية والاجتماعية قد تسرق راحة الإنسان وتغير شخصيته بشكل جذري.

لاحظت أن جميع الشخصيات عبرت عن كراهيتها الشديدة لإيهاب لأسباب نفسية وعقلية مختلفة، مما يعكس قسوة القوانين الجبرية للعمل دون استثناءات إنسانية.

وقد توقعت أن يكون الاتهام موجّهًا إلى رقية أو شاكر، ولكن لم أكن أتخيل أن تكون الزوجة هي الفاعلة.

الرواية علمتني دروسًا كبيرة في أهمية التربية السليمة للأطفال، حيث أن الإيذاء النفسي والعنف واللوم في الطفولة تركت أثرًا مدمرًا على شخصية إيهاب، الذي أصبح مكروهًا من الجميع.

إنها رواية مدهشة وتستحق القراءة بجدارة، وأنصح الجميع بقراءتها، خاصة لمن يهتمون بتنشئة أبنائهم بشكل سليم، لما تحمله من رسائل توعوية مهمة حول أثر الأسرة في بناء أو هدم شخصية الفرد.

اقتباسات

❞ أحيانًا تكون القلوب كالحجارة في قسوتها، فالقلوب القاسية هي التي تنعدم فيها المشاعر ويقل فيها الإحساس، وبدلاً من أن يتصف المرء بأقل قدر من الإنسانية، يصبح قلبه كالحجر.. وبدلاً من أن يعذر ويقدر ويتفهم ظروف الآخرين، يفعل العكس تمامًا.. فيكون ضدهم ويزيد الهموم الخاصة بهم، كأنه ينتقم منهم دون أن يقترفوا ذنبًا ما. ❝

❞ وتظل الأماكن شاهدة على أحداث كثيرة مرت وستمر.. وتظل الأشخاص تتغير وتتقلب أحوالها ومواقفها.. ولكن مرور الوقت والأيام يساعدان كثيرًا على النسيان والتسامح، ويعطيان دائمًا الفرصة لبدء الحياة من جديد. ❝

‏

‏اقرأ الكتاب على @abjjad عبر الرابط:‏****

#أبجد

#ريتريت_retreat

#رانيا_بيومي

رواية شيقة تدور داخل بيئة عمل سامة في الحقل البنكي أضفت عليها الكاتبة، التي تعمل منسقة برامج في صندوق الأمم المتحدة للسكان بالقاهرة، نكهة جريمة.

المدير في الرواية متسلط وظالم ونرجسي، مكروه من الموظفين ومنهم الكفء ومهدور الحق الذي لم ينل نصيبه من الترقي الوظيفي، والمدير لا يُبدي أي شفقة فالشركة “ليست هيئة خيرية”.

علاقات هذا المدير بأقرب الناس إليه من الأهل معقدة، بمن فيهم سكرتيرته؛ لهذا فإن الشبهات تحوم حول الجميع حين يُعثر على ما يُشتبه في أنها جثته لأن الكل لديهم دوافع لقتله.