اقتباسات من رواية سلطان الأولياء: رواية عبد القادر الجيلاني

Nuriye Çeleğen

‫ «اللَّهُمَّ إنَّا نَعوذُ بوَصْلِكَ مِنْ صَدِّكَ، وبِقُرْبِكَ مِنْ طَرْدِكَ، فاجْعَلْنا مِنْ أهلِ طاعَتِكَ ورِفْدِك، وأهِّلْنا لِشُكْرِكَ وحَمْدِك، يا أرحمَ الرَّاحمين».

لا يمكن التفكير في أنَّ قلوب الناس سليمة، في وقتٍ كانت فيه الفوضى منتشرة في بغداد والعالم الإسلاميّ إلى هذا الحدِّ. فإذا كانت الفوضى منتشرة في مكانٍ ما، فهذا يعني أنَّ الفوضى موجودة في قلب الإنسان وفي إيمانه. كان يجب ضبط القلوب أولاً، فالتصحيح يبدأ من المكان المعطوب. إذا وُجد تعفُّن في القلب، فإنَّ الرائحة تخرج من الدائرة السياسيَّة.

الموت الذي لا حياة فيه هو موتي عن جنسي من الخلق فلا أراهم في الضرِّ والنفع. ‏وموتي عن نفسي وهوائي وإرادتي ومنائي في الدنيا والآخرة، فلا أحسّ بجميع ذلك ولا أجد. ‏وأمَّا الحياة التي لا موت فيها، فحياتي بفعل ربِّى عزَّ وجلَّ بلا وجودي فيه، والموت في ذلك وجودي معه عزَّ وجلَّ، فكانت هذه الإرادة أنفس إرادة أردتها مُذ عقلتُ.

الإنسان مسافر، والحياة رحلة غريبة، وفي هذه الرحلة يوجد العديد من الحواجز والعوائق، سواء في العالم الداخليِّ أم العالم الخارجيِّ. تجاوزتُ الحواجز الموجودة في العالم الخارجيِّ كافَّة، ولم يبقَ لي أيُّ حاجز في عالمي الداخليِّ.

ومن خلال ترديد «لا حول» كنت أشعر بعجزي، وألجأ إلى ربِّي. كنت أعبِّر عن نقطة الاعتماد على ربِّي الموجودة في قلبي، ومن خلال هذا العجز، كنت أعتمد على ربِّي. بعد ذلك، أقول: «ولا قوَّة». أفهم وقتها أنَّ الذي يُبعد الشرور عنَّا هو فقط مَن يقدِّم لنا الخير. حينها أدرك سرَّ الفقر. تصبح نقطةُ القلب التي تطلب النجدة والمدد واضحة، وكنت أذكر هذه القوَّة مع المدد

بدأتُ حرباً حقيقيَّة مع الشياطين. وأمَّا السلاح الذي استخدمته في حربي هذه فقد كان:

‫ «لا حول ولا قوَّة إلَّا بالله العليِّ العظيم».

‫ تتغذَّى النفس بالطعام، وكلَّما أكل الإنسان أحبَّ نفسه أكثر. قلبُ النفس هي المعدة. وحينما تعمل هذه يتحقَّق حبُّ النفس. فالإنسان بحجم معدته، والمعدة هي أكبر مرحلة في الطريق المعنويَّة.

السرُّ ليس في الكلام. الكلام وسيلة التجلّي، ناقل عالم الملكوت. ينقله من جهةٍ، وينقلنا إلى الجانب الآخر من جهة أخرى. لهذا السبب، حينما ترتفع الكلمات الطيّبة إلى العرش، يكون المُرتفِع، في الحقيقة، الإنسان نفسه، وبذاته.

"البلوى تعلِّم العبد كيف يطرق على باب جناب الحقِّ. ‫ المصيبة هي شفرة طرق العبد على الباب، ويعود اختلاف مصائب الأشخاص إلى اختلاف هذه الشفرة. الله يعلّم التوحيد بوساطة المصائب أيضاً كلُّ فرد يطرق على نحو مختلف، وبذلك تُفتح أبواب مختلفة على حسب كل شخص. يطرق كل شخص بالمصيبة التى لديه، على باب الأسماء الموجودة لديه، ويدخل فى دائرة هذه الأسماء والصفات."

~ سيدى عبد القادر الجيلانى

يا عبد القادر، دعاؤك كلّه مستجابٌ لديَّ، لكنَّ أفعالي، لضرورة حكمها، تأتي بالتأنِّي، ولا تقبل العجلة أمهل، وبعد ذلك أعطي إحساني وعنايتي ألا تعلم أنَّني خلقت الكون والكائنات في ستَّة أيَّام على الرَّغم من أنَّ قدرتي تكفي لخلقه في لحظة واحدة. أردت أن أبيِّن لعبادى ضرورة إنجاز أعمالهم بالتأنى.

لمَّا كان رسول الله يريد أن يبيت في منزل إحدى نسائه، كانت نساؤه الأخريات يأتين إلى هذا البيت ويتبادلنَ أطراف الحديث إنَّ قيام ربّ الأسرة بجمع أفراد الأسرة على تبادل الأحاديث هي سنَّة من سنن رسول الله ألهذا السبب كانت حلقات الذكر هذه تأخذ طعما معنويا؟ ينسكب فيض المساء، ويصبح الأب أبا وتصبح الأم أما. ويتلقى الأطفال التربية فى هذه الجلسات. يتعرف الطفل إلى نماذج القدوة ويدخل فى عالم والده ووالدته.

الاضطراب يبدأ في القلوب، وانعكاسه يقع مجدّداً على القلوب

الشيء المكتشف لدى صاحب الخلوة هو قدرته على قراءة آيات العالم قبل قراءة آيات النفس. لأنَّ خلق العالم سابق على خلق الإنسان. لذلك، يبدأ الفكر انطلاقاً من الآفاق باتّجاه الأنفس. يتمُّ تمرير الإسرار بالذكر من الجهر بالذكر.

كما شُبِّه القلب بالكعبة، كذلك أيضاً شُبِّه بالمصحف الذي يتضمَّن كلام الله. لأنَّ القلب اتَّسع للحقيقة التي لم تتَّسع لها الأرض والسموات، فكان القلب مكاناً لانعكاس الأسماء الحسنى والصفات، وتجلِّي الذات.

دخلتُ عالمَ الروائح كانت الروائح واحدة من ثلاثة أشياء محبَّبة إلى سيّدنا غذاء الروح الرائحة سرٌّ، على الرَّغم من عدم وجوده، إلَّا أنَّ له متعته تداعب كلَّ الأحاسيس وتطوّقها تعرَّضت لهجمات الروائح المختلفة القادمة من كلِّ الجهات رائحة الجنَّة، رائحة