* المميزات / نقاط القوة *
- حبكة فلسفية من العيار الثقيل.
- لغة كتابة ثقيلة ذات زخم ادبي.
- شخصيات خدمت مغزى ومضمون الرواية بشكل ممتاز.
-----
* العيوب / نقاط الضعف / الملاحظات *
- السرد شابه البطء في تفسير الغموض المخيم بظلاله على الأحداث.
- النهاية جاءت مبشرة بميلاد فجر جديد من الأمل والرحمة !.
---------------
مراجعة الرواية:
افضل وصف يمكن اطلاقه على هذه الرواية هو: رواية برزخية. انت تعيش رحلة مليئة بالشكوك ، الغموض والتأرجح الدائم بين الإيمان والكفر ، الهدى والضلال ، النور والظلام واخيراً الرحمة والعذاب.
عالم بلا مكان او زمان محددين. يمكن ان تصنفه كعالم ما بعد كارثة كبرى على غرار عوالم الديستوبيا الشهيرة. ليس هذا هو الشيء المهم في رأيي. الأهم هو ما ينتظرك بين اطلال هذا العالم حيث الانسان الذي استغنى عن ربه ونصب نفسه إله يمنح ويمنع ، يحيي ويميت وكأننا على اعتاب يوم القيامة او كأنها قامت بالفعل.
* الفكرة / الحبكة *
انت امام شكوك تحاصرك منذ بداية القراءة. أيعقل ان يترك الله الأبرياء ليلاقوا كل هذا الهوان والهلاك ؟.
هل هناك أبرياء من الأصل ؟. وان وجدوا ماذا فعلوا حتى يتجنبوا الفاجعة او على اقل تقدير لمن لجأوا وقت وقوعها ؟.
عندما يتخلى الانسان عن انسانيته ويتجرد من نقصه ويعلن نفسه كاملاً - حتى وان كان من المؤمنين - فليتحمل عواقب اختياره.
رغم هذا يرسل الله للبشر من يكشف لهم ماضيهم المُشين وربما لمحة مما سيكون مستقبلاً لعل وعسى ان يعيدوا التفكير في عجزهم ونقائصهم التي تنصلوا منها يوما ما.
هل من مستجيب ؟.
* السرد / البناء الدرامي *
اعتمد السرد على نمط الراوي المتكلم والذي يتبدل باستمرار داخل الفصل الواحد بين شخصيات الرواية. هي نقطة سببت ارتباكاً بسيطاً وتحتاج الى القراءة بتركيز حتى لا تتشتت.
رغم اعجابي الشديد بطريقة عرض الحدث والفكرة وتصدر الضبابية للمشهد العام ، لكني اعيب عليها نوعاً ما البطء في انقشاع هذه الغيوم.
ظل هذا الحال حتى الثلاثة فصول الأخيرة والتي قررت الكاتبة انها اكتفت من كل هذا الظلام الأدبي وانارت مصابيح ذات اضاءة قوية بشكل مفاجىء امام عين القارىء. هذا تسبب في نوع من الشلل السردي المؤقت احتاج القارىء لبعض الوقت حتى يلملم ويجمع اطراف الحكاية.
عموماً لن اكون قاسياً في تقييم هذا العنصر نظراً لصعوبة وثقل الرواية ككل.
* الشخصيات *
برعت الكاتبة في تقديم شخصيات الرواية بما يخدم الهدف والفكرة الرئيسية.
( المؤمنون ، المُخَيرون ، الفحامون والأغيار ) كل فئة تحمل من الدلالات والرموز الكثير بما يترك للقارىء مجالاً للتأمل والتفكير.
اعجبني جداً ( شيراز المستبصرة ) التي كانت اشبه بالرسول المكلف بتبصير الناس رغم تألههم على الله والتي كعادة الرسل تنال من الألم والعذاب ما يتناسب مع دورهم الثقيل.
اسماء الشخصيات كذلك كانت مبتكرة وذات صلة وثيقة بمضمون الرواية.
الشخصيات رائعة.
* اللغة / الحوار *
لغة الكتابة ثقيلة الوطء. يجب ان تعرف هذا عزيزي القارىء. لغة محملة بالكثير من الغموض تحتاج لقراءة متمهلة وبطيئة حتى تتمكن من استيعابها بشكل كبير.
الحوار ؟ الكاتبة تزيدك من الغموض ظلالاً كثيفة.
هي ليست لغة سهلة ولا صعبة. فك رموزها مرتبط بتتباع الأحداث واماطة لثام الغموض عنها.
ما اتحفظ عليه نوعاً ما هو اللغة المباشرة التي قدمتها الكاتبة في الفصول الثلاثة الأخيرة. تشعر انها تقدم لك درساً توعوياً بشكل او بأخر.
* النهاية *
حقيقة لا أعرف شعوري تجاة النهاية. شخصياً كنت أميل الى الختام المغرق في الظلام الأبدي حيث ان خطايا البشرية تجاوزت كل الحدود ولا أمل في الاصلاح ، بيد ان الكاتبة اختارت الحل على طريقة الضوء في نهاية النفق وان النهاية لم يحن أوانها بعد وما زالت هناك فرصة لتوبة جديدة.
لا اعيب على هذا الاختيار بكل تأكيد فهذا حقها الكامل ، لكن حبكة ثقيلة الوطء كهذه كانت بحاجة لنهاية فاجعة بشكل كامل.
---------------
ختام:
كاتبة واعدة ام حماسة ادبية وقتية ؟. لا املك الاجابة حالياً. لننتظر ونرى ما ستسفر عنه القراءات القادمة.