ومن بين الأراضي التي عرضها علينا سكّان القرية لبناء منزلنا عليها، أحبّت أمي -بعد رؤيتها معابد النار الأثرية القديمة والمُدمّرة على الرابية المطلّة على القرية- الأرضَ التي تبلغ مساحتها خمسة هكتارات، والتي لم يفكّر أحدٌ في بنائها وإحيائها على الإطلاق، بسبب بُعدها عن القرية وطريقها السيِّئ. في الحقيقة لم يكن في القرية من يشتري أرضاً من شخص آخر؛ إذ إن أرض الله كانت لا تزال ملكاً للناس. وكما يقدّم الأناس الطيّبون الأضاحي لجيرانهم، أعطونا تلك الأرض التي تبلغ مساحتها خمسة هكتارات وقالوا: «إنها أرض الله؛ أعمروها!». في ذلك اليوم عندما وقفت أمي على تلك الرابية، التفتت إلى أنقاض معبد النار وقالت: «لقد هربنا أيضاً، مثلما فعلتم تماماً، أيها الزرادشتيون، قبل 1400 عام!».
إشراقة شجرة البرقوق الأخضر
نبذة عن الرواية
يشير العنوان بوضوح إلى علاقة الرواية الراسخة بإيران وبحضارتها وتاريخها، فلم تختر آذر شجرة البرقوق الخضراء أو أيضاً ما يُعرف بشجرة الخوخ الأخضر اعتباطاً، فهذا النوع من الشجر ينمو في بلاد فارس وهي معروفة به، أما في ما يتعلق بكلمة إشراقة أو ما تُرجم أيضاً بمصطلح "تنوير" فهو مصطلح روحي صوفي بحت ينقل منذ البداية رغبة الكاتبة في المزج بين واقع إيران المضمخ بالتشدد الديني والسياسي وبين الروحانية الصوفية والجوهر الإنساني العميق.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 308 صفحة
- [ردمك 13] 9789933641467
- دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية إشراقة شجرة البرقوق الأخضر
مشاركة من إبراهيم عادل
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
mona hamad
احذر ايها القارئ، فهنا متاهة ! قد لا ترغب بالعودة منها أبدا ، وأن عدت سالما لن تعود كما كنت قبلها أبدا !
-
Raeda Niroukh
إشراقة شجرة البرقوق الأخضر
رواية من الأدب الإيراني
" لسنا أول من يدمر نفسه بيديه في مدينة تحمل كل أسباب السعادة"
كيف يمكنك أن تروي حكاية القتل المجاني، و الموت الذي يحوم فوق الرؤوس باسم دين جاء " رحمة للعالمين" ، بأي منطق تقص أحداث ثورة لم تجد في الموسيقا و الغناء و الكتب و الفن و الآثار سوى تهديد لدعائم حكمها و ثورتها!
في زمن الموت العبثي يستحيل رواية أحداثه إلا بمزيد من اللامنطق والفنتازيا، علّها تحاكي في غرائبيتها جنون الواقع السياسي الذي تتحدث عنه!
على لسان ( شبح الطفلة بهار) التي حرقها مناصرو الثورة في إيران تُروى أحداث الرواية، في جو مشحون سياسيا بعداء قاتم لكل ما جاءت به الثورة الإسلامية ، في تماهٍ واضح بين الاسلام و ( غزو الأعراب) كما وصفته الكاتبة قبل أكثر من 1400 سنة!
فالاسلام حسب منظور المؤلفة شكوفة آذر هو نتاج فرض قوة العرب على الفرس، و تهديد للتاريخ الفارسي، لذا فالرواية تضج بالإشارات المتكررة إلى هذا التهديد الذي لا سبيل لمقاومته إلا في إحياء تاريخ الأسلاف و حضارتهم الساسانية ، و كتبهم وأشعارهم و موسيقاهم، وأديان أتباعها من زرادشتين و غيرهم.
منذ العتبة العنوانية للرواية تؤكد الكاتبة على خصوصية حضارتها التي جمعت ما بين ( العرفان و التصوف) ( الإشراقة) و إحدى رموز الأراضي الايرانية ( شجرة البرقوق الأخضر ) البرية التي تنمو في غاباتها .
سنخوض في متاهة سردية ، تسلم كل قصة الزمام إلى أختها، في قص يذكرنا بألف ليلة و ليلة، وكل حكاية ترمز إلى فكرة ما.
القاسم المشترك بين تلك القصص هو الإدانة( للنظام المجتمعي ) الذي لولاه لما تمكنت الثورة من فرض احكامها بالقوة على الجميع، فليس الظلم مجرد دكتاتور بل نظام متكامل من الاتباع و المناصرين الذين تمتد يدهم الهوجاء لإحكام الخناق على كل معارض حتى وإن كان صامتاً، فيكفي أن ترتدي ربطة عنق حتى تسجن بتهمة الجاسوسية و الولاء للغرب.
كعادة الأدب الإيراني المعارض سنجد الكثير من الحديث عن ( شرطة الإرشاد) الأخلاقية، وحرق الكتب، والرقابة، ووأد الحب و الفن، وموت الأمل، و السجون التي ابتلعت المعارضين، وأعواد المشانق التي نصبت، والحروب العبثية التي استنزفت أعمار الشباب.
لكن ما يميز هذه الرواية أن الموتى هم أكثر حياة من الأحياء أنفسهم! في مدينة كانت تمتلك كل أسباب السعادة، لكنها اختارت الموت لجميع ابنائها!
رواية تدخلك عوالم الأشباح و قصص الجان و المخلوقات الأسطورية، لتقول لك أننا أكثر واقعية من واقعكم العبثي المجنون!