اقتباسات من رواية موتٌ صغير

❞ أسأل الله أن يجعل قلبه مثل مكة، يُجبى إليها من ثمرات كل شيء ❝

❞ لم يحدث سوى أنه فارقها الشيخ الأكبر.

⁠‫قرصته في ركبته وأنا أضحك ❝

❞ في عزاء إسحاق قال لي أحد المعزين: ”آخر الأحزان يا سيدنا“. ما أسخف هذه العبارة. لا هي أمنية فتتحقق، ولا دعاء فيُستجاب. كلما ردّدها أحدهم سمعها الناس هكذا: ”آخر الأحزان“ وسمعتها أنا هكذا: ”أتمنى لك الموت عاجلاً قبل أن يصيبك ❝

‫”ما خَفِيَ الحق إلا لشدة ظهوره“

‫ابن عربي

وكل شيء يمرّ به الإنسان في حياته لا بد منه. كل شأن هو ضرورة. كل حدث هو حاجة ملحة. كل أمرٍ نمر به من فرح أو حزن، من سلم أو حرب، من حب أو كره، هو نفسٌ من أنفاسنا لو لم نمرّ به لاختنقنا وعدنا إلى العدم.

❞ لأن الأحلام يا أخي إذا تأخرت في صدرك تفسد، وإذا باتت في نفسك سنة بعد سنة تشوبها الشوائب وتتراكم فوقها أتربة من الأنانية والحسد والملل واليأس. رضا الله يخلقك مرةً أخرى بقلبٍ جديد وأحلامٍ نظيفة. ❝

❞ رفع عينيه إلى السقف وحدق فيه حتى كأنه سيثقبه بنظراته وقال بصوتٍ حالم:

⁠‫– لا أدري، أشعر بذلك. إن لرضا الله عليك شعوراً لا يمكن أن يوصف. دثارٌ دافئ يحيط بقلبك في ليلة برد، أو وميضٌ من الضوء يسافر في عروقك، ❝

ما عرف أبي أن السباحة هي العوم في ملكوت الله، والرماية هو قول الحق في موقف الخوف، وركوب الخيل هو السفر في طلب العلم. أخذ أبي الظاهر وكشف الله لي الباطن.

❞ تتلوّن الحقيقة بوعيّ العارف كما يتلوّن الماء بلون الزجاج ❝

❞ تدافعت في رأسي الأفكار بشكلٍ غزير وانهمرت مثل شلالٍ من الرؤى فعرفت أنه الكشف فهرعت إلى قلمي وكتبت:‏

‫اكتملت في جبل المنتيار مكانة الشيخ الروحية. المكان ذكر. المكانة أنثى. آدم كان ذكراً لم يكتمل إلا بحواء. المنتيار كان جبلاً لم يكتمل ❝

❞ – لم يكن هذا دعاءً بل كشف.

⁠‫ثم فاضت عيناه بدموعٍ غزيرة وهو يقول:

⁠‫– يموت قبلي وأموت بعده بأربعين يوماً. ❝

❞ رحلت الحمّى عن عظامي وبقيت ”يس“ في صدري. ❝

”الله هو المبتدأ. الله هو الطريق. الله هو الغاية“.

‫”لن تبلغ من الدين شيئاً حتى توقّر جميع الخلائق“

‫ابن عربي

‫ – وماذا بين العقل والقلب؟

‫ – بين العقل والقلب لا بدّ من جسر الحب.

اعلم يا رفيق دربي أنه توجد في الطبيعة ثلاث قوى غيبية: الوحي والعقل والقلب ‫ هزّ رأسه وقد بدا عليه الاهتمام وأنصت فتابعت كلامي مختصراً إياه قدر المستطاع: ‫ – فإن مال المرء جهة الوحي وحده صار ظاهرياً وإن مال جهة العقل وحده صار فيلسوفاً وإن مال جهة القلب وحده صار صوفياً ‫ – ألا يمكن أن يميل إليها كلها؟ ‫ – إن أرادها كلها فلا بدّ له أن يبني جسوراً بينها ‫ – وكيف يبني هذه الجسور؟ ‫ – بين الوحي والعقل لا بدّ من جسر التفسير وبين الوحي والقلب لا بدّ من جسر التأويل ‫ – وماذا بين

يا طاهر، ماذا ستفعل بكتبي بعد موتي؟

‫ بُهت من السؤال المفاجئ ولم يجب. لم يتبع هذا الولد طريقي ولا جذبه ما جذبني. حاولت وما قدرت، أمرته فما ائتمر، وتوددت إليه فلم يجدِ ذلك نفعاً. وشكوته إلى سيدنا يوماً ونحن في دمشق وقد رآني مهموماً من شأنه:

لا أسوأ من فطام المريد قبل أوانه فإنه لا يشبع بعد ذلك قط.

ابن عربي

‫أعطاني الله برزخين: برزخٌ قبل ولادتي وآخر بعد مماتي. في الأول رأيت أمي وهي تلدني وفي الثاني رأيت ابني وهو يدفنني. رأيت أبي يضحك مستبشراً ببكره الذكر وزوجتي تبكي مفجوعةً في زوجها المسنّ. رأيت فتيل دولة المرابطين يطفئه الموحّدون في مرسيّة قبل ولادتي، ورأيت التتر يدكّون بغداد دكاً دكاً بعد مماتي. رأيت الأولياء يستبشرون بمولد سلطان العارفين والفقهاء يكبّرون لهلاك إمام المتزندقين. رأيت كل هذا بكشف الله الأعمّ ونوره الأسنى في سنواتٍ قليلة من برزخين.

”كانت الأرحام أوطاننا فاغتربنا عنها بالولادة“