اقتباسات من كتاب اختراع العزلة

الوعي أَسْرٌ كالحُرّيّة

بدا أن حياته لم تعد مقيمة في الحاضر. كلّ مرّة يرى فيها طفلاً، يحاول أن يتخيّل كيف سيبدو بالغاً. كلّ مرّة يرى فيها مُسنّاً، يحاول أن يتخيّل شكله طفلاً.

“في حضور الواقع الاستثنائي، فإن الوعي يحتلّ مكان المُخيّلة”.

إنه موسم الداخل، زمن مديد من الانتحاء داخلاً، يتحوّل فيه العالم الخارجي، عالم الأشياء والأجساد المحسوسة، صار يعدو كونه امتداداً لأعمال عقله.

“الأطفال لديهم نزوع دائم للانتقاص أو الإعلاء من شأن ذويهم، وبالنسبة إلى ابن صالح، فإن والده هو دوماً الأفضل بين الآباء، بعيداً عن أيّ سبب موضوعي للإعجاب به” (بروست).

“إذا كان المال هو الوشيجة التي تربطني بالحياة البشرية، وتربط المجتمع بي، التي تربطني بالطبيعة والإنسان، أفلا يعني ذلك أنه الوشيجة الأكبر بين الوشائج؟ ألا يمكنه أن يكون العقدة والحلّ؟ أوليس بالتالي عامل الشقاق الكوني؟”.

كان ثمّة جرح، وأدرك الآن كم هو غائر. بدلاً من أن تشفيني الكتابة، مثلما افترضتُ، فقد أبقتِ الجرحَ مفتوحاً.

فقط لأنكَ تطوف الصحراء، لا يعني بأن ثمّة أرضاً موعودة.

رَفْضَه النَّظَر إلى ذاته كان يضاهيه رَفْض مساوٍ في عناده للنَّظَر إلى العالم، ولقبول حتّى أوضح البراهين التي تبرز لناظرَيْه.

أدرك أنه من المستحيل اقتحام عُزلة شخص آخر. إذا كان صحيحاً أننا نستطيع يوماً أن نعرف إنساناً آخر، ولو بمقدار ضئيل، فهذا فقط بمقدار استعداده لأن يُعرَف.

تعلّمتُ أنّه ليس ثمّة ما هو أسوأ من مواجهة أشياء رجل ميّت. الأشياء ساكنة، وهي لا تكتسب معنى إلا من خلال الدَّور الذي تؤدّيه في الحياة. وحين تنتهي تلك الحياة تتغيّر طبيعة تلك الأشياء، وإن بقيت على حالها. تغدو موجودة وغير موجودة، في آن معاً؛

الأخبار التي لا تحتمل التأجيل هي دوماً أخبار سيّئة.

بهذا المعنى، العالم وحشيّ. بهذا المعنى، العالم يمكن أن يقود المرء إلى اليأس فحسب، وهو يأس كامل ونهائي، إلى درجة أن شيئاً لن يقدر على فَتْح باب هذه الزنزانة، زنزانة اليأس.

❞ الذاكرة كمكان، كمبنى، كسلسلة من الأعمدة والطنف والأروقة. الجسد داخل عقله، وكأننا نتحرّك في الداخل، ننتقل من مكان إلى التالي، وصوت خطواتنا بينما نمشي، مُتحرِّكين من مكان إلى التالي ❝

❞ اشتمل موقفه ذلك على نوع من البدائية الإدراكيّة، ❝

تعلّمتُ أنّه ليس ثمّة ما هو أسوأ من مواجهة أشياء رجل ميّت

كنت ابن امى وعشت فى مدارها .كنت قمرا صغيرا يدور حول أرضها الضخمة ذرة فى مجالها المغناطيسى، وتحكمت بمد مزاجها وجزره ، وبطقس أيامها وقوى مشاعرها"

الذاكرة بوَصْفها حجرة، جسداً، جمجمة تُغلّف الحجرة التي يقبع في داخلها الجسد

إذا كان صحيحاً أننا نستطيع يوماً أن نعرف إنساناً آخر، ولو بمقدار ضئيل، فهذا فقط بمقدار استعداده لأن يُعرَف.

العُزلة على طريقة يُونُس الذي صلّى للخلاص وهو في بطن الحوت