يقولون:عندما تنتهي من رواية تستنزف العقل لن تعود كما أنت. وهذا ماحدث معي مع رواية ستونر..
الرواية التي جاءت خالية من الاثارة وسارت بوتيرة منخفظة وثقيلة إلا أنّ هذا ما جعلها رواية استثنائية..
استنثائية من حيث أنها لا تتحدث عن شيء خارق أو بطل نستذكره دائماً؛ بل شخص عادي جداً..
تتحدث الرواية عن شخص يدعى ستونر شاب لأبوين مزارعين أرسله والده إلى الجامعة لدراسة الزراعة لكنه غدا مولعاً بالأدب فأكمل دراساته العليا وقرر أن لا يعود إلى المزرعة. الأمر الذي جعل من والديه يشعرون بالصدمة والخيبة لكنهم تقبلوا الأمر دون أي تذمر..
يسلّط جون ويليامز حياة ستونر الرتيبة الجامدة والباردة بداية من عائلته الذين لا يشيء بينهم أية حميمية رغم أن لا يوجد بينهم أية نزاعات إلا أنّ الحياة التي يعيشونها باردة كالصقيع تماماً وزواجه من امراه ثقيلة الروح ولا تحتمل؛ الأمر الذي جعل من ستونر أنّ ليس لديه كلمة في طريقته لتربية ابنته وهذه من الأسباب الكافية التي جعلته في أن يكسر روتين حياته بإعادة اكتشافه لجوهر الحب..
ينخرط ستونر كمعيد في الجامعة لتدخلنا في الرواية في الدهاليز التي يعيشها ستونر يومياً، الأمر الذي جعل منه أن يخوض في معركة مع رئيسه الذي أصرّ على مناكدته والتسلّط عليه والسبب يعود لطالب دراسات عليا لم يقتنع فيه ستونر من أدائه مما تسبب توقيف ستونر من الترقيات والجمود الوظيفي حتى التقاعد..
هذه الرواية بعد الانتهاء منها ستجعلك تفكر ملياً كم ستونر يشبه واقع شخصيات الكثير من واقعنا الحالي..الشخصيات الفارغة من كل شيء برغم مايحلم منّا الكثير من دراسة و عمل ...الخ لكن هل هذه الأشياء قد تكفي لنعيش؟؟!!..يرى الكثير منّا أنّ هذه الحياة هي حياة ناجحة لكن عندما نفكر ملياً نكتشف أنّ هناك فراغ كبير..كما ستجعلنا نفكر عن الحياة التي سنغادرها هل سنكون راضين عن أنفسنا وأدائنا..