الأيام - طه حسين
أبلغوني عند توفره
شارك Facebook Twitter Link

الأيام

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

هذا حديث أمليته في بعض أوقات الفراغ لم أكن أريد أن يصدر في كتاب يقرؤه الناس، ولم أكن أريد أن أعيد قراءته بعد إملائه وإنما أمليته لأتخلص بإملائه من بعض الهموم الثِّقال والخواطر المحزنة التي كثيرا ما تعتري الناس بين حين وحين. وللناس مذاهبهم المختلفة في التخفيف من الهموم والتخلص من الأحزان، فمنهم مَن يتسلَّى عنها بالرياضة، ومنهم من يتسلى عنها بالاستماع إلى الموسيقى والغناء، ومنهم من يذهب غير هذه المذاهب كلها لينسى نفسه ويفر من حياته الحاضرة وما تثقله من الأعباء. ولست أدري لماذا رجعت ذات يوم إلى ذكريات الصبا، أتحدث بها إلى نفسي لأنسى بهذا الحديث أثقال الشباب. ثم لم أكتف بالتحدُّثِ إلى نفسي فيما بيني وبينها، وإنما تحدثت إليها حديثا مسموعا، فأمليت هذا الحديث على صاحبي في رحلة من رحلات الصيف، ثم ألقيته جانبا ونسيته أو كدت أنساه. ثم طلبت إليّ (مجلة الهلال) في عهدها الماضي طائفة من الأحاديث وألحّتْ في الطلب حتى لم أجد بدا من إجابتها ولم أك أملك الوقت الذي يتيح لي أن أكتب الأحاديث التي أرادتني عليها فعرضت هذا الكلام على بعض الأصدقاء ليقرأه ويشير عليَّ فيه، أيصلح للنشر أم لا يصلح؟ فقرأه الصديق وأشار علي بألاّ ألقي إليه بالا. فاعتذرت إلى الهلال ولكنها أبتْ إلا الإلحاح، فدفعت إليها هذا الكلام على كرهٍ مني، وقد نشرته، فرضي عنه بعض الناس ثم جمعه بعض الأصدقاء في سِفرٍ واحد.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

أبلغوني عند توفره
4.1 44 تقييم
287 مشاركة

اقتباسات من كتاب الأيام

الفرح كثير الشيوع كما أن الحزن كثير الشيوع، ما أسرع ما تنتقل به العدوى بين المصريين!.

مشاركة من محمد المطيري
اقتباس جديد كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب الأيام

    47

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    4

    لا يمتطى المجد من لم يركب الخطرا **** ولا ينال العلا من قدم الحذرا

    ومن أراد العلا عفواً بلا تعب **** قضى ولم يقض من إدراكها وطرا

    لابدّ للشهد من نحل يمنعه **** لا يجتبي النفع من لم يحمل الضررا

    لا يبلغ السؤل إلا بعد مؤلمة **** ولا يتم المنى إلا لمن صبرا

    ولا ينال العلا إلا فتى شرفت **** خصاله فأطاع الدهر ما أمرا

    قد تكون أبيات الشاعر العربي صفي ابن الحلي التي سبق ذكرها شرحا وفيا للمرحلة التي اختزلت حياة طه حسين منذ ميلاده حتى وفاته،

    طالما سمعت عن عميد الأدب العربي وانا في مرحلتي الثانوية ولم تكن حيرتي في كيف أصبح عميدا للأدب العربي ونال هذا اللقب بقدر سؤالي الدائم عن الدروب التي سلكها ليصل إلى مبتغاه...

    في كتاب "الأيام# الذي بين يدي يروي طه حسين في ثلاث فصول متتالية حياته في ثلاث مراحل، ما لفت انتباهي وشدني الى الكتاب بعدما تململت عن اكماله في البداية هو لغته الراقية، وطريقته في السرد التي لم يسبق لي قرأت في أي سيرة من سيرة العظماء...

    انطلق من قرية صغيرة تعلم فيها القرآن والاغاني والتعديد والقصص وشعر الهلاليين والزيانيين وهو لم يبلغ التاسعة، والجدير بالذكر والملاحظة أن روحه كانت روحا متحدية صبورة منذ الصغر اذ انه لم يستسلم لفقدان بصره بعدما عمى بعد اصابته بالرمد وذلك الخطأ الذي وقع فيه الحلاق الذي جاء ليداويه فذهب ببصره عوضا عن ذلك...ووصل الى ما سبق ذكره وهو لم يتجاوز التاسعة

    وبدون ذكر عوامل التشجيع التي تلقاها من اسرته التي كانت تسهر على متطلباته ودفعت به للكتَّاب ثم بعدها للازهر فالجامعه غير ان هذه العائلة كان اقصى ما كانت تطمح اليه من هذا الكفيف أن يعود بما يمكّنه من كسب قوته...

    أما ايفاده الى فرنسا لم يكن الا بعد معاناة طالت واحلام وامال ظفر بها حينا وانكسرت احيانا أخرى،لكن تلك الانكسارات جبرتها انسانة اعادت للحياة معناها ودفعت به قدما لينال ما ينال من الدرجات التي حظي بها هناك، فكانت الصوت العذب الرقيق الذي قرأ له كل ما تهوى نفسه من روائع الأدب الفرنسي وأوليات التاريخ الروماني، وأعانته على درس اللاتينية وساعدت في تقوية فرنسيته كما ساعدته على الكتابة وتحصيل العلم فكان دورها فعالا واستمر بل زاد بعد زواجهما هذا الاهتمام، فرافقته خطوة بخطوة لتكون عيناه التي يبصر بهما...

    طه حسين سيبقى الرجل العصي على التكرار ويكفي فجرا بهذه السيرة انه لم يتكلف أمرا ولم يداري أو ينافق شخصية، بل سرد بكل عفوية ما أملت عليه أيامه...

    حين فرغت من السيرة تذكرت تلك القصيدة الرائعة التي ألقاها نزار قباني في رثاء طه حسين فكان خطابا ثوريا لا مثيل له:

    ضوءُ عينيكَ أم هما نجمتانِ

    كلهم لا يَرى... وأنتَ تراني

    ضوءُ عينيكَ أم حوارُ المرايا

    أم هما طائران يحترقانِ

    إرمِ نظارتيكَ ما أنتَ أعمى

    إنما نحن جوقةُ العميانِ

    أيها الأزهريُّ يا سارقَ النارِ

    ويا كاسراً حدودَ الثواني

    عُدْ إلينا فإن عصرَك عصرٌ

    ذهبيُّ ونحن عصرٌ ثاني

    سقطَ الفكرُ في النفاق السياسي

    وصار الأديبُ كالبهلوانِ

    عُدْ إلينا يا سيدي عُدْ إلينا

    وانتشلْنا من قبضةِ الطوفانِ

    أيها الغاضبُ الكبيرُ تأمل

    كيف صار الكُتّاب كالخرفانِ

    إن أقسى الأشياءِ للنفسِ ظلماً

    قلمٌ في يد الجبانِ الجبانِ

    إنني في حُمّى الحسين وفي الليل

    بقايا من سورة الرحمنِ

    تستبد الأحزانُ بي فأنادي

    آه يا مصرَ من بني قحطانِ

    حبسوا الماء عن شفاه اليتامى

    وأراقوه في شفاه الغواني

    يشترون القصورَ... هل ثمَّ شارٍ

    لقبور الأبطال في الجولانِ

    يشترون النساء... هل ثمَّ شارٍ

    لدموع الأطفال في بيسانِ

    يشترون الدنيا وأهل بلادي

    ينكشون التراب كالديدانِ

    لمن الأحمرُ المراقُ بسيناء

    يحاكي شقائقَ النعمانِ

    يا هوانِ الهوانِ هل أصبح النفط

    لدينا أغلى من الإنسانِ

    أيها الغارقونَ في نعمِ الله

    ونعمى المربرباتِ الحسانِ

    قد رددنا جحافلَ الرومِ عنكم

    ورددنا كسرى أنو شروانِ

    وحمينا محمداً وعلياً

    وحفظنا كرامةَ القرآنِ

    فادفعوا جزية السيوفِ عليكم

    لا تعيشُ السيوفُ بالإحسان

    Facebook Twitter Link .
    15 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    الأيام، بعد أكثر من عشر سنوات أعاود قراءتها، وكنت قد توقفتُ في منتصف الكتاب الثاني.

    شعرتُ لوهلة ــ بعد أن فرغتُ من الكتاب ــ أنني أملك قدرة هائلة للتحدث عن محتواه وعن تأثيره الأدبي والإنساني، فإذا بي أجد صعوبةً أي صعوبة حالما شاهدتُ لقاءً مسجلاً لنجوم أدبية مع العميد، وكيف كان حضوره مهيباً جليلاً في نفس المشاهد المهتم فضلاً عما كان في صدور الأدباء معه في ذلك اللقاء. لكنني رغم ذلك سأحاول أن أتحدث بما أظنَّ أنه يتفق وبهاء حضوره في كتابه وفي ذلك العرض.

    أعتقد أن الكتاب الجيد، هو ذلك الكتاب الذي لا ينتهي من صدر قارئه أبداً حتى وهو يغلق غلافه الأخير، أو يتأثر به فترةً ما، أو يكتب عنه شيئاً ما، الكتاب الجيد إضافة إلى كل ذلك هو الذي يلازم القارئ أغلب فترات حياته، وهو هو الذي يدفعه لأن يستزيد من مادته بشتى الوسائل الأخرى، وهذا باختصار ما حدث معي في أيام الأستاذ طه حسين. بحثت حالما انتهيتُ من الكتاب الأول عن مقالةٍ مفصلة عنه، قرأتُ بفكرةٍ أخرى ليست قريبةً من تلك الأولى التي مرت عليَّ من قبل لأستعلم شيئاً يذكر عن أدباء عصر النهضة، فكرة تمس تلك الصورة التي نقلها العميد عن نفسه صبياً بين ريفه الساحر، وأحياء القاهرة الحميمية المفعمة بالحياة والعلم. ثم تتبعت بعض ما قيل عنه ممن عاصره أو أعقبه بمدة يسيرة، ثم شاهدتُ ذلك اللقاء الذي أحجم فيَّ شيئاً من الإقدام.

    حديثه عن أسرته واغترابه الذي يشعر به بين فترةٍ وأخرى كان يستنطق فيَّ حزناً وحنيناً غريباً لكنني أعرفه. يصور الأستاذ ذهابه إلى الكتاب، ومسامرات أبيه قريباً من البيت، وفي المنظرة مع أسرته، وذهابه إلى القاهرة، والحياة التي مارسها في الربع مع أخيه وبعض طلاب الأزهر، ثم الحلقات التي اكتظ بها الجامع، وإعلانات الأحذية المفقودة الملصقة على جدرانه، وطريقة أداء مشايخه في تدريسهم، وذهابه إلى فرنسا مبحراً كل ذاك يقع من نفسك وأنت تقرأه موقعاً يفوق الحسن، خاصةً أنه لا يستخدم من أداة الوصف إلا السمع، وكان على ما كان منه بديعاً جداً.

    سيرة " طه حسين " تستحق أن تدرس على أصعدة كثيرة، أدبياً، لغوياً، إنسانياً، معنوياً، الطموح الذي أشعل فيه منذ صباه جذوة من المثابرة والصبر وعدم اليأس كافياً لأن يعلمنا أننا على يأسنا القريب من كذا عقبة لا نستطيع أن نحقق جزءاً يسيراً من أحلامنا، لا شك أني ككل قارئ حينما أقف على العقبات التي مرت به في حياته أقارن بها شيئاً مما كان قد حدث لي أو ما زال يحدث؛ لكنني أتعجب وأكبر منه أنه كلما تعثر قام فنهض ثانيةً كأنه لم يتعثر، بدا ذلك غير قليل: حينما أراد السفر ثم الرجوع إلى القاهرة ليتعلم، ثم في وحدته القاتلة مع أخيه الذي يتركه أحياناً كثيرة ليسمر مع أصدقائه فيجافي النوم قلقاً أرقاً، ثم في عدم تقبل أساتذته في الازهر لمناقشاته، واستهزائهم به، وسخريتهم من كف بصره، ثم في التماسه من الجامعة استثناءً ليلتحق بالبعثة التعليمية إلى فرنسا، مرةً واثنتين، وثلاث، ثم في معترك حياته الجامعية في فرنسا واختباراته التي لا تنتهي، ثم فيما تبقى له من عمره بين مناكفات ودراسات أدبية فكرية اتهم فيها اتهامات عقدية أغلب الظن أنها تركت فيه وجعاً ممضاً على ذلك المتراكم الذي ما زال ينبض بين حناياه.

    اللغة التي تحدث بها " طه " لم تكن لغةً اعتيادية تقتصر وظيفتها على أن تكون أداةً لأن يفهم الناس ما يكتب ــ كما نصح بهذا في لقائه التلفزيوني ــ ولكنها زيادةً على ذلك كانت معنيةً بنفسها، متأنقة، رشيقة تقف بسهولةٍ حيثما يُراد لها، وتتحرك كأعذب ما تكون حينما تنطلق بجملٍ أو كلمات نفث فيها من روحه الوقادة تلك التي كانت في أشد جذوةٍ لها حين تزوج من تلك الفتاة الفرنسية العظيمة التي شاطرته حياته فكانت له عوناً يعتمد عليه ونوراً يرى به كل شيء، وهو الذي قال عنها أنه: " منذ أن سمع صوتها لم يعرف قلبه الألم".

    كما أنه حينما أفاض بسيرته وحكى عن الفكرة التي لم تعجبه في طريقة ومنهج الأزهر المقيد بتقاليد ينتقدها، كذلك يقف على نفسه موقفاً شبيهاً بذاك حين احتد في اعتراضه على المنفلوطي لغوياً، وعلى شيء من الحدة التي كانت تعجب الشاويش ولا يرضى عنها لطفي السيد ولا هو نفسه فيما بعد.

    الأيام وإن كان لم يكتمل في نفسه بما لحق من سيرةٍ، إلا أنه كتابٌ جدُّ نفيس في أدب السيرة، ويزيد على أن يكون رائعاً في سيرة الأدب.

    شكراً أستاذنا الأديب العميد طه حسين، شكراً على هذا الأدب الماتع، شكراً على هذا الحديث الحميم الصادق، شكراً لأنك احترمت عقولنا وأخذت على شغفنا بهذا الكتاب، شكراً من القلب.

    Facebook Twitter Link .
    13 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    قراءة أخرى بعيدًا عن القراءة المتوترة لها في الثانوية العامة والتي قلت فيها : لو عرف طه حسين أن يومياته ستعذب طلاب مصر في الثانوية العامة في المستقبل لما كتبها أصلا ولربما كتب يلعن من سيدرسها بهذه الطريقة.

    رائعة ومليئة بالتفاصيل -التي كرهناها بسبب نظام التعليم الغبي في الثانوية- ولكن هذه التفاصيل تبرز أسلوب طه حسين المميز في الاعتناء بالنص واعتماده على حاسة السمع ليصف الأشياء من حوله.

    الأيام في هذه الطبعة مختلفة وأجمل بكثير من طبعة المدرسة المجتزئة من نصها والملعوب في كلماتها وبها أخطاء إملائية ونحوية لا يمكن أن يقع فيها شخص مثل طه حسين!

    أحببتها وأرشحها.

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ذكراها الطيبة بداخلي أكبر من إني أكتب مراجعه عنها مثل بقيه الكتب ،،جزا الله خير الجزاء إستاذي الذي شرحها بإسلوب مُذهل التي أتذكر كلماتها إلى الآن كإني تركتها بالأمس.

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رغم اختلافي مع طه حسين بوصفه علمانياً، وضيقي بكتب النثر الأدبي الحديثة التي لا أستطيع قراءتها إلا مرة واحدة مقارنة بكتب التراث التي أستجيد إعادة قراءتها مراراً، إلا أني شديد الإعجاب بهذا الكتاب، وكثير القراءة له فلا يمر عامان إلا وأقرؤه، فطه حسين من وجه نظري أعظم ناثر أدبي في العصر الحديث، وكتاب الأيام يقع في ثلاثة أجزاء، كتبها طه حسين على فترات زمنية متباعدة، الجزء الأول والثاني هما أفضل ما كتب أما الجزء الثالث فضعيف جداً مقارنة بهما، ولعل سبب ذلك أن طه حسين كتب الجزأين الأولين وهو غير راغب في نشره، وقد كتبه بضمير الغائب حتى لا يعرف أحدٌ أنه يكتب عن نفسه لخجله من ذلك، وقد اعترف طه حسين أنه اضطر إلى كتابته حتى يخفف عن نفسه ما تجده من ذكريات قاسية ومؤلمة، أما الجزء الثالث فقد كتبه بعد نشره لهذين الجزئين وذيوعهما.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    1

    بما أنها كانت مقررة علينا في الصف الثالث الثانوي

    فالبتأكيد سأعطيها نجمة واحدة

    لأن كل المفروض مرفوض :D

    وربنا ينتقم من وزارة التربية والتعليم اللي كرهتنا في طه حسين

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2

    لا يستحق كل هذه البهرجة حلوه .. كتاب عادي جدًا لعلماني عربي سافر لفرنسا وطار عقله وهو أعمى !! الحمدلله انه لا يرى وإلا كان مات من الإنبهار

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    السيرة الذاتية لطه حسين و هذا الجزء يتناول الأحداث منذ الميلاد و حتى ذهابه الى الأزهر فى سن الثالثة عشر

    01

    ولكن ذاكرةَ الأطفال ضعيفة. أو قل إن ذاكرة الإنسان غريبة حين تحاول استعراض حوادث الطفولة. عندها يكون بعض هذه الحوادث واضحاً جلياً كأن لم يمضِ بينها وبين الوقتِ شيءٌ. ثم يُمحى منها بعضُها الآخر كأن لم يكن بينها وبينه عهد.

    02

    أحس أن لغيره عليه فضلا. وأن إخوته وأخواته يستطيعون ما لا يستطيع. وينهضون من الأمر ما لا ينهض له. وأحس أن أمه تأذن لإخوته في أشياء تحظرها عليه. وكان ذلك يُحْفِظه. ولكن لم تلبث هذه الحفيظة أن استحالت إلى حزن صامت عميق؛ ذلك أنه سمع إخوته يصفون ما لا علم له به. فعلم أنهم يرون ما لا يرى.

    03

    ومن ذلك الوقت حرم على نفسه ألواناً من الطعام لم تبح له إلا أن جاوز الخامسة والعشرين . حرم على نفسه الحساء والأرز وكل الألوان التي تؤكل بالملاعق لأنه كان يعرف أنه لا يحسن اصطناع الملعقة . وكان يكره أن يضحك عليه إخوته . أو تبكي أمه . أو يعلمه أبوه في هدوء حزين

    السيرة الذاتية لطه حسين و هذا الجزء يتناول الأحداث منذ انتقاله الى القاهرة للدراسة فى الأزهر و حتى بداية فترة الجامعه

    01

    وللناس مذاهبهم المختلفة فى التخفف من الهموم والتخلص من الأحزان , فمنهم من يتسلى عنها بالقراءة , ومنهم من يتسلى عنها بالرياضة , ومنهم من يتسلى عنها بالاستماع للموسيقى والغناء , ومنهم من يذهب غير هذه المذاهب كلها لينسى نفسه ويفر من حياته الحاضرة وماتثقله به من الأعباء .

    02

    كان يري نفسه انسانا من الناس ولد كما يولدون، و عاش كما يعيشون، مقسم الوقت و النشاط فيما يقسمون فيه وقتهم و نشاطهم. و لكنه لم يكن يأنس الي احد، و لم يكن يطمئن الي شئ، قد ضرب بينه و بين الناس و الأشياء حجاب ظاهره الرضا و الأمن، و باطنه من قبله السخط و الخوف و القلق و اضطراب النفس، في صحراء موحشه لا تحدها الحدود، و لا تقوم فيها الاعلام، و لا يتبين فيها طريقه التي يمكن أن يسلكها، و غايته التي يمكن ان ينتهي اليها

    03

    قد رأت عينه وشم انفه وتحركت شهوته، ولكن قصرت يده وخانه جيبه، فمضى وفي نفسه حاجة وفي قلبه موجدة وحفيظة، وفيه مع ذلك رضا بالقضاء وإذعان للقدر

    واستيقنوا أن الثراء والسعة وخفض العيش أشياء تعوق عن طلب العلم، وأن الفقر شرط للجد والكدّ والاجتهاد والتحصيل، وأن غنى القلوب والنفوس بالعلم خير وأجدى من امتلاء الجيوب والأيدي بالمال

    السيرة الذاتية لطه حسين و هذا الجزء يتناول الأحداث فى فترة الجامعه و بعثته الى فرنسا

    01

    ذات مرة كتب طه حسين الى زوجته سوزان يقول: «بدونك اشعر اني اعمى حقا. اما وانا معك، فإني اتوصل الى الشعور بكل شيء، واني امتزج بكل الاشياء التي تحيط بي». وعندما رحل هو عن العالم، كتبت هي تقول:

    ذراعي لن تمسك بذراعك ابدا، ويداي تبدوان لي بلا فائدة بشكل محزن، فأغرق في اليأس، اريد عبر عيني المخضبتين بالدموع، حيث يقاس مدى الحب، وامام الهاوية المظلمة، حيث يتأرجح كل شيء، اريد ان ارى تحت جفنيك اللذين بقيا محلقين، ابتسامتك المتحفظة، ابتسامتك المبهمة، الباسلة، اريد ان ارى من جديد ابتسامتك الرائعة..

    02

    منذ أن سمع صوتها لم يعرف قلبه الألم.

    03

    يصف السفينة الفرنسية التي سافر بها لبعثته إلى فرنسا: "وكان اسمها (أصبهان) وكانت على بؤسها وفقرها مرحة تحب الرقص في البحر، وتحسن اللعب على أمواجه ولا تحفل بما يلقى ركابها من عقاب حبها للرقص واللعب

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    رغم كل ما قيل عن أخطاء الكاتب الا ان كتابه هذا على وجه الخصوص تميز بميزة مهمة و هي ما يمكن أن يسمى بتجارب الحياة التي قلّ من يحسن نقلها الى غيره و كم في القبور من أناس ماتوا و لم ينتفع بما لديهم من خبرات و تجارب حتى أقرب الأقربين و في ظني أن أدب السير الذاتية هو من أمتع المواد التي يمكن أن تضيف للانسان اذا ما أحسن قراءته بعين النقد و من المأخذ على الكاتب اساءته البالغة في انتقاء ألفاظ تنافي الأدب مع نعم الله تعالى و نعوذ بالله من خذلان لا ينفع معه اجتهاد .

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    كتاب الأيام وهو عبارة عن سيرة ذاتية كتبها طه حسين عن نفسه.

    ومما يذكر ولاينسى كيف كنت مصابا بذهول ملأ مابين رأسي وأخمص قدمي،إذ الكاتب أعمى،ولكنه حينما يتكلم ويصف،يصف وصف من ليس في بصره سقم،ولافي حواسه نقيصة،ولا في أجزائه مثلمة،بل كنت ترى مايكتبه عيانا،وتستشعر مايرويه بيانا.

    ولولا (عبارة) كفرية شنيعة لا تخرج إلا من فم شيطانٍ،أو أخٍ لشيطان،لقلت إن الكتاب بلغ غاية الكمال.والسلام.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    كنت أتساءل .. هل كانت بداية السرد متوافقة مع حادثة العمى ؟؟؟

    فبدأت أفتش عن وصفِ أعمى لأدق التفاصيل التي لم تفارق ذاكرته ..

    أدركتُ حينها أنه لا يتذكر متى فقد بصره ، فقد كانت الدنيا ظلام ، لذلك كان ينتظر بزوغ الفجر وإشراقة الصباح ويخاف العتمة و (العفاريت) لأنها لم تفارقه ليلاً ولا نهاراً ...

    ولكن تلك الإشراقات أخذت تتلاشى مع مرور الأيام .

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    للإطلاع على مراجعة الكتاب يسعدني تشريفكم لي على رابط المراجعة في مدونتي الشحصية:

    ****

    في انتظار تعليقاتكم ومناقشاتكم المثنرة في خانة التعليقات على المدونة

    كما يسعدني متابعتكم للمدونة من خلال رابط المتابعة بها ليصلكم كل جديد

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    كتاب يصور سيرة طه حسين بشكل أكثر من رائع

    المنى جدا حينما كان طه حسين يصور حالة العزلة التى يقضيها يوميا حينما يتركه اخوه من بعد العصر إلى المساء وحيدا ليذاكر هو مع اصحابه، وحين كان طه حسين يدعى النوم خوفا من زعل اخيه

    إلى أن جاء يوم وانفجر طه حسين فى البكاء فرق له اخوه

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    من المؤكد أني لن أقيم السيرة الذاتية لإنسان تحدى المستحيل ليشق طريقه نحو النجاح

    سرد سيرته بكل موضوعية لم يتعمد حذف ما تسبب له بالعديد من المشاكل أثناء حياته

    بالإضافة إلى كون هذه السيرة نقلاً لواقع مصر في تلك الأيام

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    كتاب جميل ... باستثناء أن طه حسين كما يقول عن نفسه سليط اللسان.. لم يعجبه أحد تقريباً... كما أنه يحاول أن يصور الأزهر بصورة سيئة....

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    عبارة عن سيرة ذاتية كتبها طه حسين من طفولته حتى بزوغ نجمه

    فيها الكثير من الكفاح والحزن.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    أحبائي

    أستاذنا الدكتور الأديب العلامة عميد الأدب العربي طه حسين

    عمل جيد

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    هتتعب فهم وه قض ٧ اف تيمات نلعب لعبه هاه يفيق عزام عه خ فعله بعبع

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    كتاب جميل وممتع .. اسلوب ليس له مثيل

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    كتاب جميل وممتع .. اسلوب ليس له مثيل

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    1

    طه حسين

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون