قلة قليلة من الناس يفعلون ما يتوجّب عليهم فعله
الكذبة الثالثة
نبذة عن الرواية
"..وأقول لها إنني أحاول أن أسرد قصتي، ولكني لا أستطيع، ولا أملك الجرأة، لأنها تؤلمني، ولذلك أُجملُ كل شيء وأصف الأمور، لا كما جرت بالفعل، بل كما كنتُ أود أن تجري. تقول: بلى، قد تكون حياة الواحد منا أشد كآبة من أشد الكتب كآبة. أقول: بالضبط، إن الكتاب، مهما كان كئيباً، لا يمكن أن يكون بمثل كآبة حياة".التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 1995
- 177 صفحة
- دار الآداب
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Rudina K Yasin
الكتاب رقم سبع وثلاثون من العام 2025
الكذبة الثالثة 3 The Notebook Trilogy
الجزء الثالث من راوية الدفتر الكبير
أغوتا كريستوف Ágota Kristof
عن جنون الحرب والبراءة المهدورة
ترجمة محمدآيت حنا
""قلة قليلة من الناس يفعلون ما يتوجّب عليهم فعله
.وأقول لها إنني أحاول أن أسرد قصتي، ولكني لا أستطيع، ولا أملك الجرأة، لأنها تؤلمني، ولذلك أُجملُ كل شيء واصفا الامور ، لا كما جرت بالفعل، بل كما كنتُ أود أن تجري.
تقول: بلى، قد تكون حياة الواحد منا أشد كآبة من أشد الكتب كآبة.
أقول: بالضبط، إن الكتاب، مهما كان كئيباً، لا يمكن أن يكون بمثل كآبة حياة".
ملخص الأجزاء:
مع نهاية الجزء الأخير نكتشف حقيقة الحرب هنا لا سبيل من النجاة الميت في الحرب هو الناجي الوحيد، ويقول اهل غزة ذلك ن مات نجى ومن عاش سيعيش ويلات لا تحتمل، فهل عاصر اهل غزة ويلا أكثر من ذلك؟ ان ما يحصل ضرب من ضروب الجنون.
اغوتا هنا في رواية الكذبة الثالثة تضع حدا لجميع كدباتها على نفسها وعلى الحروب وعلى القارئ ، لقد كان الجزء الأول (الدفتر الكبير) تسجيل ليوميات الحرب وطبيعة الحياة داخلها لمقارنتها بحياة قبل الحرب وهو مهم لكي لا نفقد ذاكرتنا ، ثم كان (البرهان) والبرهان هو توثيق الحدث والمعرفة التي هي جزء مهم من الحقيقة ، ولكن بعد هذه الحقيقة ( حقيقة الحرب ) نكتشف الابعاد الأخيرة في عنوان (الكذبة الثالثة) لنعرف أننا خدعنا مرتين، لقد لاحقنا كذبة أولى وكذبة ثانية وها هي الكذبة الثالثة تأتي
أن كلاوس ذهب إلى الجانب الآخر من الحدود وبقي الأخ لوكاس ولكن (الكذبة الثالثة) تعيد الحكاية من جديد، وتقلب الأدوار فيكون كلاوس هو من بقي ولوكاس هو من رحل، او هو حلم متخيل وحديث غامض من جنون الحرب
ان الاخوين التوأم افترقا متذر سن الرابعة ولم يعيشا معاً الى هذه السنوات الاربعة قبل ان تطلق الام الرصاص على ابيهم لعزمه الزواج من اخرى وتصيب أحدهم (لوكاس) برصاصة في عموده الفقري ليصبح عاجزاً ويتم نقله الى مركز تأهيل وتوضع الام في مشفى للأمراض العقلية ويذهب كلاوس الى أحد الملاجئ الى تأخذه سيدة تتعهد بتربيته ليكتشف انها السيدة التي كان سيتزوجها والده وأنها ينجب منه ابنه.
يعيش معها لسنوات الى ان تخرج امه من المشفى ليذهب ليعيش معها وان كانت لا تزال تهذي باسم لوكاس وتتنظر عودته.
يتم قصف المركز الذي يعالج به لوكاس ولكنه ينجي ويذهبون به الى سيدة عجوز قاسية ليعيش معها تلك التي كان يناديها بجدتي ولم تكن جدته!!
ان الرجل الذي عبر الحدود وانفجر فيه اللغم لم يكن والدهم وان لوكاس هو الذي نجا من الانفجار وعبر الحدود
لوكاس الذي ظلت اصابته في العمود الفقري تعيفه وهو من كتب كل هذا في الدفتر الكبير.
كيف صنعت منه الحرب هذا الطفل صعب المراس يؤذى الكثيرين من زملائه في مركز التأهيل وكان يقابل بعض اولياء الامور القادمين لزيارة اولادهم ليخبرهم كذباً بموت ابنهم!!
وكان يقرأ الرسائل للأطفال في المركز بطريقة مخالفة لما هو مكتوب ويشعرهم ان اهلهم يتمنون لهم الموت ولا يرغبوا في عودتهم.
نكتشف ان كل ما دونه لوكاس كان اكاذيب او بمعنى ادق خيالات وامنيات لما كان يتمنى ان يحدث فهو لم يلتق بأخيه التوأم الا قبيل وفاته منتحراً ولقد أنكر هذا الاخ علاقته به ولم يسمح له برؤية والدته مدعياً ان هذا سيؤذيها لأنه ليس ابنها.
مأساة عاشها الاخوان تسببت فيها الحرب القاسية.. تلك الحروب التي تهدم البشر وتدمر حياتهم قبل تحطيمها للمدن والبلدات.
انها مذكرات لقصة حياته ولكنها ليست كما كانت! ربما كما تمنى ان تكون ....
“واقول لها انثنى احاول أن أسرد قصتي ولكنني لا استطيع ، ولا املك الجرأة ، لأنها تؤلمني. ولذلك أُجمل كل شيء واصف الامور، لا كما جرت بالفعل، بل كما كنت أود ان تجرى.
قد يتجاهل الإنسان إرث الماضي ولا يحبذ تغيير نمط حياته بما يصله من الماضي، وهذا ما يعمل عليه بطل رواية «أغوتا كريستوف»، إذ يتنكر كلاوس لأخيه لوكاس، فالأخير يصر على رؤية شقيقه ومعرفة أوضاع أمه، وتؤتي جهوده في هذا المجال ثمارها، وذلك لا يمنعه من أن يعهد بأوراقه ودفاتره إلى أخيه، ولا تنفك الأم تنادي لوكاس وتذكر كلاوس بما يتحلى به أخوه من الذكاء والتفوق في اختياراته.
وبخلاف أخيه فإن لوكاس تهمه العودة إلى تفاصيل حياته الماضية، وعندما يخفق في هذا الأمر ينتحر، هنا تتناسل الأسئلة حول الأسباب وراء إقصاء كلاوس لأخيه عن حياته مع أنه ينشر أشعاره باسمه، هل يمكن تفسير ذلك بأن كلاوس يحمل آراء المؤلفة التي لا تريد اقتحام ماضيها إلى الحاضر، ومقتنعة بأن المرء لا ينزل في نهر الماضي مرتين.
أيا كان السبب، فإن ما تلمسه بوضوح هو أن صاحبة (الدفتر الكبير) توظف ما تراكم لديها من تجارب مع التغرب وإشكالية الهوية وما تعلق بذهنها من صور موطنها الأول في إطار أعمالها الروائية، كما تجسم «أغوتا كريستوف» من خلال نصوصها أهوال الحرب وما تتركه من الندوب في أعماق الإنسان، بحيث ما عاد بمقدور الكائن الإنساني أن يعيش في أطواره الطبيعية عندما تفتح فوهة جحيم الحرب.. وبذلك تنزل جل أعمال الكاتبة في صنف أدب الحرب الذي صار مدونا موازيا للتاريخ
الحرب تترك الانسان جاحدا كافرا بكل القيم بالوطن والشعارات الهزلية وبكل شيء لكن انقف هنا مع الحب والحنين من خلال الاخوين من خلال الندم في قلوب التي أنهكها الوجع بعد أن أنهكها الانتظار، ونشاهد آثار الوجع على أرواح الاخوين التي شاخت. تُبدّد مشاعر الحُب والكُره والشجن والحنين والاشتياق في هذه الرواية بعضًا من الوجع والالم.
-
خالد الاشهب
يبدو أن أغوتا تريد أن تتعبنا معها في هذا الجزء . كأنها تقول لنا لقد كنت طيبة معكم بما فيه الكفاية في الجزئين الأولين . الآن في هذا الجزء الثالث سأجعل اللبيب حيران ..
طبعا الثلاثية برمتها كما هو واضح رواها الشقيق الذي عبر الحدود (لا يهمنا إسمه الآن) ، لأنه هو آخر من إنتهت إليه الدفاتر كلها . بمعنى أننا كلنا الآن صرنا تحت رحمته . فكل أبطال الرواية ماتوا و لم يعد أحد يستطيع أن يكذّب أو يثبت .. إذن اللعبة مغلقة .
روى لنا هذا الشقيق أحداث الجزء الأول "الدفتر الكبير" على لسان الشقيقين معا دون أي إنفصال : نحن !!
ثم روى لنا أحداث الجزء الثاني "البرهان" عن الشقيقين منفصلين هذه المرة لكن بضمير الغائب ، هو !!
الى هنا كانت هذه هي القصة كما قدمها الى الجهات الرسمية لتكون برهانا على صدقه ، لكن الجهات الرسمية لم يصدقوها، إذ لم يعد بالإمكان التثبت من صحتها ، بل حذروه أن يُرمى بالجنون إن أعاد روايتها لأحد .
هنا جاء الجزء الثالث ، أو "الكذبة الثالثة" . و هي مروية بلسان هذا الشقيق ..أنا . فيصدمنا بقوله:
"... و أقول لها إنني أحاول ان اسرد قصتي ، و لكنني لا أستطيع ، و لا أملك الجرأة ، لأنها تؤلمني ، و لذلك أجمّل كل شيء و أصف الأمور لا كما جرت بالفعل بل كما كنت أود أن تجري .."
و يفاجئنا في هذا الجزء بقصة مختلفة تماما . و لا أحد يدري ، هل القصة الأولى هي تجميل للثانية أم أن القصة الثانية هي تجميل للأولى .
فلن يستطيع أحد أن يعرف أي القصتين أصح .. كل قصة هي كذبة بالنسبة للقصة الأخرى . و كل قصة هي حقيقة بالنسبة للأخرى . إذا عليك أن تقبلهما كما هما لأنهما أيضا توأمنان .
لكن الأمر لم ينتهي هنا ، كان لا بد من نهاية تلتقي عندها كل التوائم (القصتين و الشقيقين و الكذبتين و الحقيقتين) .لكن لا تفرح كثيرا .. لأن هذه النهاية بالذات قد لا تكون سوى ...... الكذبة الثالثة !!
-
أحمد فؤاد
عفوًا أيها الدفتر الكبير. "الكذبة الثالثة" فاقت كل التوقعات.
لماذا "الكذبة الثالثة" أفضل أجزاء ثُلاثية التوأم؟
المُراجعة متوفرة بشكل مُنسّق وواضح على موقع عالم موازٍ - اضغط على الرابط التالي:
****
قد يعترض الكثير من القُرّاء على أن الجزء الثالث من ثُلاثية التوأم للكاتبة أغوتا كريستوف "الكذبة الثالثة" هو أفضل أجزاء الثُلاثية. دعونا نتفق أولًا على أن كل جزء من أجزاء المجموعة يُمكن أن يكون عملًا مُستقلًا مُنفصلًا عن الأجزاء الأخرى. لكن كل جُزء في نفس الوقت مُرتبط ببقية الأجزاء. هذا تحديدًا ما يمنح الثُلاثية ميزة حيوية للغاية؛ ألا وهي أنها لا تتأثر غالبًا بتفاوت مستوى أجزائها، لأن ببساطة يُمكن للقارئ أن يحذف الجزء الذي وجده سيئًا ويكتفي باعتبارها ثُنائية، أو حتى يكتفي برواية "الدفتر الكبير".
مُراجعة الجزء الأول "الدفتر الكبير - ****
إذًا لماذا رأيت "الكذبة الثالثة" أفضل أجزاء ثُلاثية التوأم على الرغم من قوة وبراعة جُزئها الأول؟
السبب الرئيس الذي يُميّز الجزء الثالث هو التحوّل في أسلوب سرد الرواية، وإتاحة بعضًا من الكتابة الشاعرية التأمّلية الفلسفية التي تصف المشاعر. ولهذا قامت الكاتبة باستخدام أسلوب ضمير المُتكلم لتسمح الكاتبة أخيرًا للقارئ بالتفاعل مع شخصيات القصة بشكل دراماتيكي مُبهر.
اختفت القسوة الباردة التي غزت أرواحنا في الجزء الأول "الدفتر الكبير" وأشرقت علينا شمس الشجن والحنين في الجزء الثالث "الكذبة الثالثة". ولّد ذلك ارتباطًا وثيقًا بين القارئ وبين شخصية الرواي المُتكلم، وصرنا نرى الأمور بشكل إنساني. نعم ما زالت هناك بعض القسوة وبعض الألم وكثير من الكآبة. لكننا أصبحنا نرى ذلك من خلال بُعد إنساني. نلمس الندم في قلوب البشر بعد أن أنهكها الانتظار، ونشاهد آثار الوجع على أرواحهم التي شاخت. تُبدّد مشاعر الحُب والكُره والشجن والحنين والاشتياق في هذه الرواية بعضًا من البرودة القارسة التي أوجعتنا بها في الجزئين السابقين.
إن أكثر ما يُميّز رواية "الكذبة الثالثة" إنسانيتها، هذه الإنسانية التي جعلتنا نشعر بالأمان وببعض الاطمئنان رغم الوجع الذي لم ينتهي!
السبب الآخر –في رأيي- هو البراعة المذهلة في وصف الحالة النفسية للتوأم. سارت أغوتا في الرواية ببطليها في خطين متوازيين التقيا في نهايةٍ طالما بحثا عنها طويلًا. قبل أن يُدركا –في أسى-أن الحياة لا تفتأ تُفسد أغلب أحلام البشر.
في نهاية الرواية؛ أنت –كقارئ- أمام ثلاثة احتمالات، أو رُبّما أكثر. لن تُخبرك أغوتا بالاحتمال الصحيح، بل رُبّما تُزيّف احتمالاتها كلها، فلا يتبقّى لك أي شيء. مُجرد سراب. هل هي الحقيقة أم الوهم؟ تترك لك الكاتبة الاختيار، وهي تعرف أن أي اختيار لن يحمل معه سوى الأسى!
"الكذبة الثالثة" – ربط الأحداث مع "الدفتر الكبير" - محتوى مخفي
الفقرة التالية بها محتوى مخفي لوجود حرق لأحداث الرواية، ولمن أراد قراته؛ وقد حذفته لعدم وجود هذه الميزة في منصة أبجد. يُمكنكم زيارة الموقع لقراءته
****
الترجمة
ترجمة بسام حجار أنيقة مُذهلة عذبة. وأراها أضافت للرواية -في نسختها العربية-الكثير.
التقييم النهائي
رواية "الكذبة الثالثة" هي مِسك الختام لثُلاثية التوأم، وهي بلا شك أجمل كذبة قرأتها في حياتي!
تقييمي للرواية
4 نجوم
أحمد فؤاد
السادس من كانون الأول ديسمبر 2020
-
Amira Mahmoud
آغوتا مجددًا، آغوتا مرة أخرى
والعودة للتوأم المجنون غريب الأطوار
لازلت أذكر روايتها الشيطانية "الدفتر الكبير" وما تركته داخلي من انبهار وتقزز
تقزز من بشاعة ما ترويه وتصفه
لا سيما وأن تلك البشاعة إنما تنعكس من نفوس أطفال صغار
وانبهار من قدرتها العجيبة في تصوير وسرد هذه البشاعة!
في هذا الجزء، ورغم أن التوأمان أصبحا مختلفين
تشعر بنفس البشاعة التي شعرت بها من قبل في الجزء الأول
ذات الألم، المصير المشوه، الحاضر التعس والمستقبل الغامض
والماضي! الماضي الممزق!
الماضي الذي ترك كل منهما ملقيّ في زاوية يبحث عن الآخر
ها هنا لم تكن الحرب فقط هي من تقوم بتشويههم وتمزيقهم
كان ماضي آبائهم، ماضي لم يخطا فيه حرفًا واحدًا
وقام هو بتخطيط كل حياتهم؛ حاضرهم ومستقبلهم معًا!
أعلم أن الكاتبة عاشت هي الأخرى ويلات الحرب والتشرد
لكن لا أستطيع تصديق أن مثل هذه البشاعة تجد لها متسعًا خارج حدود الروايات
هل يمكن أن توجد حقًا في الواقع؟
مهما كان مليئًا بالحروب والدمار!
من أين لأبطال آغوتا بمثل هذه القسوة؟
من يدري؟ ربما كان العالم أكثر دمامة مما أتوقع
لكنه لم يكشف لنا عن وجهه القبيح بعد.
تمّت
-
Aseel Sa'di
هذه الرواية التي تعتبر الجزء الأخير لثلاثية الدفتر الكبير (الدفتر الكبير – البرهان – الكذبة الثالثة )
في هذه الرواية قد تجد انك خدعت , وفي بعض الأحيان تفكر بانك لم تخدع بقدر ما كنت تعايش شخصا خدع
هل يمكن للماضي أن يمحى من الذاكرة كليا أم انه سيعود في يوم ما ليهزنا ويعيد الينا ذكريات أيام مضت
أي الروابط الأسرية هي الأقوى ؟ هل هي رابطة الأخوة أم الأبوة ؟!
في هذا الجزء ستشعر بالكثير من المشاعر المتضاربة ستعيش مشاعر قد لا تكون فكرت بها من قبل
لا ادري كيف استطاعت اغوثا إعطاء نهاية رائعة وخارجة عن المألوف لسلسلة لم تفكر بكتابتها في المقام الأول
حيق أنها حين كتبت الدفتر الكبير لم تكن قد خططت لان تكون لها تكملة
أنصحكم بالسلسلة كاملة لن تأخذ منكم اكثر من 4 أيام
#Aseel_Reviews
-
أحمد المغازي
لم أحب ما فعلت يا أغوتا، لم يعجبني كيف حولتها لثلاثية الأكاذيب والأوهام، وأرفض إعتبار الدفتر الكبير كذبة، الدفتر الكبير رواية حقيقية مستقلة رغم كل شيء، ورغم أي أفكار طرأت للكاتبة بعدها.
-
أروى الجفري
مجددا القسوة التي تترك الحرب ندوبها في نفس من عاصرها والتي تمثلت في "كلاوس" ، والحنين الذي لا ينضب ، ذلك الحنين المغرق في الوجع والذي تمثل في نصفه الثاني "لوكاس" حيث عاد إلى بلده بعد أكثر من أربعين عاما بحثا عن أخيه الذي قابله بالنكران والجحود .
شخصيتا البطلين مركبة .. صعبة .. لكن لدى الكاتبة القدرة على صياغتها بشكل سلس بحيث لا يصعب على القارئ تقبل وجودها بل والتعاطف معها .. تعاطف مع الطفل "كلاوس" الذي لم يستطع انتشال نفسه بسهولة من شعوره بالحنين لأخيه .. الحنين الذي تحجّر مع الزمن وتحول لجحود ، ومع توأمه "لوكاس" المشاكس في طفولته والذي سكنه بعض الشر لفترة قبل أن يلين مع الزمن ليعود باحثاً عن أخيه.
في بداية قراءتي للرواية شعرت بشيء من الخيبة ، حينما رأيت الجزء الأول "الدفتر الكبير" يتداعى أمامي بعدما تعاطفت مع أبطاله وجدانيا و التمست العذر لهم رغم البشاعة التي ملأت الحرب بها نفوسهم ، لتقول الروائية على لسان أحد أبطالها أن ما رُوِي هناك لم يكن سوى كذبة .. شيء من خيال ذلك الصغير الذي كبر!
ثم بعد ذلك بقليل تداعى ذلك الشعور حينما استقامت هذه الرواية على أحداث جعلتني أتغاضى عن ذلك و أعيد لرواية "الدفتر الكبير" بعضا مما خسرته لكنها لم تعده كله!
لا أنكر أن الرواية أعجبتني و ملأتني بالكثير من المشاعر ، لكن كنت أفضل لو كانت رواية قائمة بذاتها، دون أن تهدم شيئا من ذلك الأثر الذي تركته رواية "الدفتر الكبير".