صفحات من تجربتي
نبذة عن الكتاب
كتاب من تأليف عثمان أحمد عثمان يعرض فيه تجربته منذ بدأ مهندساً مقاولا صغيرا إلى أن صار على رأس إحدى كبرى شركات المقاولات فى الشرق الأوسط,هذا إلى جوار تجربته السياسية المرتبطة بالرئيس السادات,و قد قام عبد الله إمام بالرد على بعض ما ورد فى هذا الكتاب متعلقا بالحقبة الناصرية فى كتابه(تجربة عثمان)عن الطبعة
- نشر سنة 1981
- 648 صفحة
- المكتب المصري الحديث
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Ahmed Adel
ظل هذا المجلد قابع على أرفف مكتبتي طيلة ست سنوات تقريباً
والآن بعد أن أصبحت أحد مهندسى المقاولون العرب منذ فترة لا بأس بها ووقفت على حقيقة الوضع في الشركة
حان الوقت لقراءته وإستعادة السيرة العطرة لمؤسس الشركة طيب الذكر "عثمان أحمد عثمان"
لفت نظري في البداية أنه تأثر في طفولته بخاله الذي يعمل في مجال المقاولات وقرر أن يصبح مثله عندما يشب وبالفعل تفوق في دراسته ونزح للعاصمة ليلتحق بالمدرسة السعيدية الثانوية والذي أنهى دراسته فيها متفوقاً ليلتحق بكلية الهندسة وفوجئ بأن مصاريف الدراسة 40 جنيهاً وهو مبلغ ضخم في ذلك الوقت وإضطر لأن يقدم شهادة فقر حتى يتسنى له الإلتحاق بالكلية وبالفعل قدمها عثمان وكانت كرامته تقطر دماً وأقام عند أخته المتزوجة من الشيخ على حسب الله وتقيم في باب الخلق بالقاهرة ولضيق ذات اليد كان يذهب من وإلى الكلية سيراً على الأقدام مع طول المسافة مما تسبب في إرهاقه الشديد وذات يوم منحته أخته مبلغ 120 قرشاً ليشترك في الترام ويرحم نفسه من إرهاق مشوار الكلية اليومي ولكن بعقليه رجل الأعمال منذ الصغر قرر أن يشتري دراجة لأن إشتراك الترام سينتهي بعد حين وسيضطر لتجديده لكنه وجد أن الدراجة ثمنها جنيهان كاملان فقرر السفر للإسماعيليه وتجميع دراجة من عجلاتي وخردواتي هناك وبالفعل جمعا بدون مساعدة أحد وبتكلفة 60 قرشاً فقط
ذكرت هذا الموقف وأنا أجد بعض ذوي المناصب في الشركة يؤجرون سيارات ملاكي بقيمة 6000 جنيه في الشهر وهو مبلغ أكبر من الراتب الشهري لكل عمال الشركة تقريباً !!
كان يرى أن مجال المقاولات يعتمد على العطاءات وسبحان مغير الأحوال فالشركة الآن تعتمد بنسبة 90 % تقريباً على اوامر الإسناد فهي أحد أذرع الدولة أو كما يقول البعض المقاولون العرب هي جيش مصر الرابع، عمل مع خاله - مثله الأعلى - لمده عام ونصف حتى يكتسب خبره السوق ثم إنفصل عنه وإفتتح مكتباً يزاول منه نشاطه كمقاول، ثم بدأ العمل في عدة مقاولات صغيرة مثل ترميم بعض المنازل والشقق السكنية إلى أن قام ببناء جراج رجل يوناني بمبلغ 106 جنيهات وكنت الستة جنيهات هي مكسب عثمان الذي إستثمره في شراء عِدد وأخشاب لمكتبه الناشئ وكان يتطلع للنمو بمكتبه وتوسع نشاطه والعمل مع الحكومة فكان أن تقدم لعطاء بناء سور مصنع السماد لصالح المليونير المصري الشهير - وقتها - أحمد عبود باشا لكن ... لم تكن له سابقة أعمال وكان سيخسر العطاء لا محاله لأنه لم يتمكن من شراء كراسة الشروط من الأصل لكن ... الوساطة لعبت دورها التاريخي وتمكن أخيه المعيد بكليه الهندسة وقتها الدكتور إبراهيم عثمان الذي تمكن بعلاقاته من تسجيل مكتب أخيه في سجل موردين الشركة وبالتالي تمكنه من إشتراكه في العطاء وقد كسبه عثمان ليبدأ فصل جديد في حياته
وتساءل عثمان وقتها عن مصير من ليس له واسطه ؟! وأنا بدوري أتساءل !!
بدأ العمل في السعودية عن طريق إعلان صغير جداً في أحد الجرائد المصرية، وكان لصالح وزارة الدفاع السعودية التى كان يتولاها الأمير مشعل بن عبد العزيز وبدأ يتوسع نشاطه حتى جاءت عملية السد العالي فأيقن أنه مشروع العمر بالنسبه له فقام بتصفية معظم أعماله ليتفرغ لأكبر مشروع في العالم وقتها "السد العالي" وكان من شروطه أن يتقدم لعطاء المشروع من الجانب المصري - لأن الروس كانوا قد بدءوا تنفيذه - إتحاد مجموعة من شركات المقاولات فتم الإتفاق بين 11 شركة مقاولات عامة مصرية وخاطبوا عثمان أحمد عثمان ليدخل معهم فأبي الدخول إلا منفرداً وكان أن أشرك معه شركة بولندية بشكل صوري كي يتمكن من الدخول في العطاء وبالفعل تمكن من كسب العطاء بمبلغ 16 مليون جنيه بفرق 11 مليون جنيه عن العطاء الآخر الذي يتكون من مجوعة ال11 شركة، ووقتها أصيب المسئولون بحيرة شديدة فهل سيتمكن عثمان من تنفيذ اعطاء بهذا الفارق الشاسع ؟ وقد أقنع عثمان المسئولون في الدولة أن كل مقاول حقق هامش ربح لا يقل عن مليون جنيه وهو ما يفسر هذا التباين الرهيب في السعر وبالفعل تم إسناد العطاء للشركة "المصرية للصناعات والمقاولات" لصاحبها عثمان أحمد عثمان وكان أن إعترض الروس على إسناد العملية لهذة الشركة لأنه ان من شروط العطاء أن يتقدم مجموعة من الشركات، فتميز عثمان من الغيظ وقال أنهم يريدون كل مقاولي الدول العربية ليدخلوا العطاء ، ومن هنا أصبح اسم الشركة " المقاولون العرب"!
وحتى يتم العمل في أكبر مشروع في تاريخ مصر "ملحمة السد العالي" - الذي قدر الخبراء أن حجم العمل فيه حوالى 14 ضعف حجم العمل في الهرم الاكبر - وتم عرض شراكة شركة "مصر للأسمنت المسلح" على عثمان أحمد عثمان بنسبة 30 % لكنه رفض ثم تم لاحقاً إجباره على شراة نفس الشركة بنسبه 50 % وهو أول تأميم يحدث له في مسيرته المهنية وحدث هذا عام 1961 وقد زالت شراكة شركة مصر للأسمنت المسلح لاحقاً عندما إكتشف المشير عامر أنها تشارك في المشروع شكلياً فقط ومن مضايقات عبد الناصر له أيضاً أن أمره بإزاله إسمه من على كافة لافتات المشروع وأن وجود إسم عثمان من عدمه سينهى المشروع بسرعة ! وأيضاً طلب منه عدم إلقاء الكلمة بشخصه أثناء إحدى الزيارات لعبد الناصر إلى نادى العاملين الذي أنشأه عثمان لهم ! وكان عثمان سيكتسح شعبيه عبد الناصر ويخطف منه كرسى الحكم
ثم بدأ العمل مع المستعمر الروسى الذي وضع برنامجا لا نهائي ليستمر المشروع إلى ما شاء الله فقد سبقوا المصريين إلى العمل في الموقع بعام كامل وكان العمل يتم بمعدات روسية قديمة غير صالحة للعمل مما يتسبب في بطء شديد في تنفيذ البرنامج الزمني للمشروع وتم تبادل الإتهامات بين الجانبين فقرر عثمان ان يعمل وأن يشهد عمله عليه وبالفعل سار الجانبين على برنامج زمني من إقتراح عثمان وزاد ناتج الحفر يومياً من ألفي متر مكعب لستة آلاف ولكن مازالت هذة النتيجة غير مرضية فالمطلوب الوصول ل25 ألف متر مكعب حفر يومياً وسافر المعلم إلى ألمانيا ليحضر أحدث المعدات في ذلك الوقت وكان له ما أراد ووصل بالفعل معدل الحفر إلى الرقم المطلوب وتم إنجاز العمل بالسواعد المصرية الفتية السمراء
تعرف على السادات عام 1956 وطلب منه السادات ترميم بلكونة شقته وأصر على دفع التكلفة التى كانت 60 جنيهاً وقتها وأصر عثمان عثمان على ألا يقبل المبلغ ولكن السادات دفع وقال له "بلاش تكسب في العملية دي يا عثمان" ثم صارت صداقة بينهما ثم علاقة مصاهرة وسياسة معاً بإستوزار عثمان لوزارة مستحدثة وهى وزارة التعمير قال أن من ضمن ما يعجبه في السادات هو أنه كتوم للسر فقد كان يعلم أنه سيتم تأميم شركته ولم يبلغه بالخبر رغم صداقتهما وفي موضع آخر من الكتاب أن أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة كان مشاركاً له في أحد المصانع وفض الشراكة قبل شهر من التأميم أي أنه كان يعلم ولم يبلغ عثمان لكن عثمان ذم هذا الرجل وهذا التصرف !!!!
ذكر في البداية أنه لا يمتلك الكثير من الوقت لإتمام الكتاب وكانت المحصلة أكثر من 650 صفحة ! كان يمكن إختصار نصفها لأن الأسلوب ركيك للغاية وأبوى بشكل مبالغ فيه كما بم ينسب لنفسه أى أخطاء !! فهل أنت ملاك يا عثمان يا أحمد يا عثمان، وأيضا كان شديد الإعتزاز بذاته لدرجه أنه ذكر اسمه الثلاثي كثيراً وكثيراً عندما كان يتحدث عن نفسه وإن كنت أذم صفة الغرور إلا أنه يستحق الفخر والإعتزاز بذاته، كنت أتمنى أن يتحدث أكثر عن فترة رئاسته للنادى الإسماعيلي، لم أكن أعرف أنه تولى نقابة المهندسين أيضاً وغيرها بشكل جذري أثاره لا تزال باقيه حتى الآن
-
سماح
حين يُصدّر لنا الإعلام الوجوه المشوهة أخلاقياً لفئة رجال الأعمال ،
وينضوى الشرفاء منهم بعيداً عن الأضواء يعملون بشرف وكبرياء وإرادة لتحقيق أحلامهم ونفع أمتهم ؛
حينها لن يُلام من انطبعت بأذهانهم صورة ذهنية سيئة عن نوعية البشر الذين تنعموا بالثراء .
إذ كيف يُجمّل كيانهم الضبابيّ و هُم بعالم بعيد نسبياً ولا يعرف أغلب الشعب عنهم سوى ما ينقل إعلامياً ..
ربما يطغى التشكك على ما ينشر إعلامياً إلا أنها الطريقة الأكثر تأثيراً في تحسين أو تشويه الصورة الذهنية عنهم .
كـ (ابن بلد) روى المهندس عثمان أحمد عثمان قصة معاناة فقره ويتمه وحلم راوده طفلاً
وسيطر على عقله شاباً؛ فانبرى يذلل له الصعاب ويتحمل المشاق ويصبر على الآلام؛
حتى حققه صرحاً يملأه فخراً..
لقد أعجبت بهذه السيرة الذاتية؛
ليس فقط لتحسين الصورة الذهنية التي شوهتها الفئة الضالة من رجال الأعمال ،
بل لأنها أيضاً ملأتني فخراً وعزاً برجل أينما حلّ بمكان حوَّله لـ جنّة معمارية..
بحب ينثر حوله الخير لأهل بلده ، و بفخرٍ يتحدث عن قدراتهم .
ومع عدم اقتناعي بتلك النصائح التي وجهها للشباب لتأجيل الزواج حتى يخطوا الحدود العريضة لطموحاتهم .
فهل الزواج مقبرة الطموح ؟! فما ينطبق عليه قد لا ينطبق على غيره .
ومع رفضي لقناعته _التي خاطب بها زعماء العرب_ المؤسسة
لفكرة وجود دولة إسرائيلية حدودها أراضينا التي احتلتها عام 48
ومع رفضي لما قاله بموقع آخر أن" أهل فلسطين باعو أرضهم "
والذي ينم عن صورة مشوشة لحقيقة تاريخية .
ومع إحساسي بمبالغته في مدح الرئيس السادات أحياناً ..
على أن إدّعَاءه بأن المتسبب بثغرة الدفرسوار هو الفريق سعد الدين الشاذلي ؛
برواية واضح فيها التّحامُل_بعكس نهجه في سرد باقي رواياته_
تخلو من المنطق أو دقة السرد، وخلت من أي دعم عقلي لإثبات دعواه ،
حفزني ذلك الإدعاء على الإسراع بقراءة مذكرات حرب أكتوبر والتي أجلتها كثيراً .
ومع اختلافي مع آرائه تلك فإنها على عمقها تظل اختلافات ؛
وتظل سيرة حياته جديرة بأخذ العبرة منها لأهل الطموح والمثابرة ،
ولمن أراد تحويل أحلامه لواقع ملموس مهما بدا هذا الواقع مستحيلاً .
-
نرمين الشامى
مما لا شك فيه انها تجربة عظيمه وقصة حياة تستحق الدراسة لشخص عصامى صنع نفسه من الصفر
عثمان احمد عثمان نقش اسمه بحروف من ذهب فى سجل اكبر الناجحين فى مصر على مدار تاريخها
ساهم فى جميع المشاريع الكبرى تقريبا مثل السد العالى وتعمير مدن القناة بعد حرب اكتوبر وتوسيع قناة السويس ومشاركه كبيرة فى حرب اكتوبر بصناعه المعديات ومضخات المية وحظائر الطائرات ومنصات الصواريخ
لقد نجح عثمان احمد عثمان فى كل المناصب التى تقلدها سواء كنقيب مهندسين او رئيس نادى الاسماعيلى حيث فاز فى عهده بالدورى ثم كأس افريقيا فى عز وقت النكسة وكوزير للتعمير والاسكان وطبعا انشاؤه للشركه الاكبر فى عالم المقاولات
لكن لى بعض المأخذ:-
اولا اسلوب الكتابة ممل بشده يميل للاستطراد والاعاده كثيرا كثيراوالتربوية المبالغ فيها
كان يمكن اختصار الكتاب فى نصف عدد الصفحات الذى يبلغ 668 صفحه
والاسلوب اضر كثيرا باستمتاع القارىء بالسيرة الرائعه
ثانيا ككل كتب السير الذاتية للاسف تجد ان الكتاب عبارة عن مجموعه من صفحات المدح الذاتى :)
لم يتحدث عثمان احمد عثمان عن اى قرار خاطىء اتخذه لم يظهر نفسه مخطأ فى اى موضع من مواضع الكتاب:)
ثالثا المبالغة الفظيعه فى شيطنه كل ماهو ناصرى وملائكية ومثالية كل ماهو ساداتى
ورغم اقتناعى بوجهه نظر عثمان احمد عثمان فى كثير من النقاط لكن شعرت انه بالغ كثيرا
ليس من العدل لاى شخص ان نضعه فى صورة ملائكية او شيطانية فاننا نظلمه فى كلتا الحالتين
لكنى لا استطيع سوى التماس العذر للمهندس عثمان احمد عثمان الذى ظلمه النظام الناصرى ظلما شديدا بعد استيلائه على شركته التى بناها من الصفر وبكل جهده وعرقه
ومن اشد الحمق والغباء ان يكون التأميم فى خضم العمل فى انشاء السد العالى مما كان من الممكن ان يترتب عليه توقف او تأخر المشروع لو ان المسئول كان شخص اخر غير عثمان احمد عثمان
فى النهاية ان الكتاب يستحق القراءة لدراسة حياة شخصية عظيمه لن نجدها مثلها الكثير