كتاب قيم ومرجع حقيقي للمهتمين والدارسين يقارن الكاتب بين أربعة حضارات أساسية وهي السومرية والبابلية والكنعانية والعبرانية من حيث أساطير البداية والطوفان والفردوس المفقود والتنين والعالم الأسفل ويتطرق إلى قصة هابيل وقابيل وما يقابلها في كل حضارة وفي نهاية الكتاب يتحدث عن الإله الميت وعن السيد المسيح , كنت أتمنى أن يكون الكتاب أوسع ويقارن أيضاً القصص القرآنية لكن فراس سواح خصها بكتاب منفصل فيما بعد.
مغامرة العقل الأولى
التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2002
- 386 صفحة
- دار علاء الدين
Shahed
ضمن رحلة أسطورية بدأت منذ نشأة الكون.. يأخذنا فراس في مغامرة العقل خلال هذه الفترة الطويلة. رحلة ممتعة بلا شك ومثيرة لكثير من التساؤلات وومضة لإدراك أنّ ما آلت إليه المعتقدات الدينية الآن ليست سوى نتاجاً سابقاً لتطور عقلي وفكري قديم.
بالطبع فإن هذا الكتاب على الرغم من هدفه الأساسي وهو دراسة في الأساطير والملاحم السومرية والبابلية والتوراتية، ومقارنة وجه التشابه الكبير بين تلك الأساطير، إلا أنه أيضاً يفتح آفاقنا للمرحلة الأولى من خلقنا نحن كبشر، وتحليلنا لكل ما رأيناه، وتفسيرنا لكل ما هو ظاهر، وإرجاعه نهايةً لقوى غير طبيعية (الآلهة)، ثم التعبد لها باعتبارها السلطة العليا لكل شيء.. أي إن ما أعنيه هو تحويل فكرة التجمعات البشرية ومساعدتها لبعضها دون تمييز أو تسلط للوصول إلى أهدافها اللازمة إلى مبدأ البقاء للأقوى وصناعة فكرة العبد والمعبود والشقاء للوصول إلى لقمة العيش الذي هو حق طبيعي لكل كائن حي.
طبعاً هي نقطة واحدة وددت طرحها من النقاط التي تحوي هذا الكتاب، و كتابة مراجعة بسيطة لا تفي الكتاب حقه نظراً لكثرة الأفكار والأسئلة التي تنتج بعد قراءة الكتاب.
ولعل أهم ما نجده ويلفت بصيرتنا هو التشابه القوي بين النصوص السومرية والبابلية و التوراتية، وهي غالباً -كما اعتقد فراس وانا أؤيد هذه النظرية- كانت بسبب التناسخ المتتابع للأساطير. نرى القصص متشابهة وأسماء الآلهة متشابهة أيضاً.. لكن هل كان كل ذلك من وحي العقل البشري؟ بالطبع الآن تعتبر جميعها أساطيراً وكلمة أسطورة تعني قصة غير واقعية وعجيبة قد تتدخل فيها قوى غير طبيعية أو خرافة شعبية، وعلى اعتبارها كذلك: ما الذي دفع الإنسان في تلك المرحلة لاختلاق تلك الأساطير؟ فإذاً قد تكون إما صحيحة أو نسجاً من الخيال لا أكثر لتبرير كل ما يراه الإنسان أمامه.. وعلى اعتبار أن ذلك هو خيال فقط فهنا تبدأ الشكوك نحو مصداقية الأديان، فهذا يعني أن جميع القصص التي ذكرت في الكتب الدينية ليست سوى أساطيراً وهمية ناتجة عن خيالات بشرية.
إن هذا ليس سوى تساؤلاً و افتراضاً وليس استنتاجاً يقينياً.. لكن تبقى هذه الأسئلة تثير العقل لمعرفة ماهية هذه الأساطير وهل فعلاً نحن ضمن دوامة خيالية اختلقناها للاستعانة بها في الأمور الحياتية مثلاً؟.. ولما بعد الحياة إن وجدت.
الكتاب بكل تأكيد ممتع وبالفعل كان مغامرة من نوع مختلف ودراسة شاملة تستحق التقدير. ينصح به دون شك.
tarek hassan (طارق حسن)
اطلعت على هذا الكتاب منذ اكثر من عشرين عاماً. وعدت لقرائته الأن بعد أصبحت أكثر نضجاً واكتمالاً. كتاب رائع في البحث عن الحقيقة والتي ما فتئ الإتسان يبحث عنها منذ الأزل وهي الصراع ما بين الحياة والموت, وماذا يوجد بعد الموت الذي لا رجوع منه.