قبل سنوات طويلة سمعت أكبرهم سناً يقول: "إن خطأ بعض رجال الأعمال الكبير هو في معاملتهم موظفيهم باعتبارهم كائنات بشرية" ...
وقد أحسست اليوم برغبة شديدة في قلب تلك الجملة والقول: "إن خطأ بعض الموظفين الكبير هو معاملتهم أرباب عملهم باعتبارهم أشخاصاً". ولكنني قاومت هذه الرغبة. فهم أشخاص. صحيح أنهم لا يبدون كذلك، ولكنهم أشخاص. إنهم أشخاص يستحقون شفقة كريهة، أكثر أشكال الشفقة شناعة، لأنهم يضفون على أنفسهم، في الحقيقة، قشرة من الكبرياء، ومظهراً منفراً، ونفاقاً متماسكاً، ولكنهم فارغون في أعماقهم، إنهم مقرفون وفارغون. وهم يعانون من أرهب أنواع العزلة: عزلة من لا يشعر بوجود نفسه بالذات
الهدنة > اقتباسات من رواية الهدنة
اقتباسات من رواية الهدنة
اقتباسات ومقتطفات من رواية الهدنة أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.
الهدنة
اقتباسات
-
مشاركة من Aber Sabiil
-
لكم هي متنوعة ومتماثلة في الوقت نفسه هذه الصحف. إنها تلعب فيما بينها لعبة المكائد، وتخدع كل منها الأخرى، وتغمز من مصداقيتها. ولكنها تستفيد جميعاً من المطرقة نفسها، وتتغذى على الكذبة نفسها. أما نحن فنقرأ. ومن خلال هذه القراءة تتشكل قناعاتنا، ونصوّت في الانتخابات، ونناقش، ونفقد الذاكرة، ونتناسى بكرم وبلاهة أنها تقول اليوم عكس ما قالته أمس، وأنها تدافع اليوم بحرارة عن ذاك الذي جعلته مكروهاً بالأمس.
مشاركة من Aber Sabiil -
ولكن ما هو الشئ الذي أريده، وما هو الشئ الذي أفضله؟ أأريد له ألا يكون مخنثاً، أم أنني ببساطة أريد الإحساس بالتحرر من أي شعور بالذنب؟ كم نحن أنانيون، رباه كم أنا أناني. حتى محاولة تصفية ضميري هي نوع من الأنانية
مشاركة من Aber Sabiil -
في المكاتب لا وجود للأصدقاء؛ هناك أشخاص يتقابلون كل يوم، ويتميزون غيظاً معاً أو على انفراد، ويروون الدعابات ويحتفون بها، ويتبادون شكواهم وينقلون عدوى سخط بعضهم إلى البعض، ويتهامسون عن مجلس الإدارة بصورة عامة، ولكنهم يتملقون كل مدير على انفراد. هذا كله يسمى تعايش
مشاركة من Aber Sabiil -
سألني إن كنت أرى أن الأمور قد تحسنت أم ساءت عما كانت عليه قبل خمس سنوات، عندما غادر البلاد. وردت خلاياي كلها بالإجماع: "ساءت". ولكن كان عليّ أن أوضح السبب فيما بعد. أُف ! يا للمهمة الشاقة.
مشاركة من Aber Sabiil -
لقد صرت أعرف أن حالات ما قبل ما الانفجار التي تصيبني، لا تؤدي دائماً إلى الانفجار. إنها تنتهي أحياناً إلى مذلة جلية، وإلى إذعان محتم للظروف وضغوطها المتنوعة والمهينة
مشاركة من Aber Sabiil -
ربما كنت مهووساً بالتوازن. ففي أي مشكلة تعترضني، لا أميل أبداً إلى الحلول المتطرفة. وربما كان هذا هو أصل خيبتي. ولكن هنالك أمر جليّ: إذا كانت التصرفات المتطرفة تثير الحماسة، وتجرف الآخرين، وتكون مؤشراً للقوة، فإن التصرفات المتوازنة بالمقابل، تكون غير مريحة في معظم الأحيان، ومزعجة في أحيان أخرى، ولا تبدو بطولية على الإطلاق تقريباً. والاحتفاظ بالتوازن يتطلب، عموماً، قدراً كبيراً من الشجاعة (وهي شجاعة من نوع خاص)، ولكن لا سبيل إلى الحيلولة دون رؤية الآخرين فيه دليلاً على الجُبن. ثم إن التوازن ممل. ويعتبر التوازن، في أيامنا هذه، عيباً كبيراً لا يغفره الناس عموماً.
مشاركة من المغربية -
فالمرء يحب أن يبدو دائماً في موقع جيّد، وعندما يصل إلى الجيّد فإنه يسعى إلى ما هو أفضل أمام من يحبّ، أمام من يريد أحدنا إظهار فضائله له، ليكون محبوباً لديه. لم أخترعها؛ أولاً، لأني أعتقد أن أبييّانيدا جديرة بمعرفة الحقيقة؛ وثانياً، لأني أنا أيضاً جدير بذلك، لأنني مُنهَك من التكلّف (والإنهاك في هذه الحالة هو أقرب إلى التقزّز)، وعندما أقول التكلّف، أعني ذلك التكلّف الذي يضعه أحدنا مثل قناع على وجهه القديم الحسّاس
مشاركة من رانيا جلال -
إنها تجعل المرء يكتشف بعض الأشياء، ويتعرّف على نفسه بصورة أفضل. فحين يمكث المرء وحيداً لزمن طويل، وحين تمرّ سنون وسنون دون أن يحرّضه الحوار المنعش المعمّق على إيصال هذا التحضّر الروحي المتواضع الذي يسمى «الوضوح» إلى أشدّ مناطق الغريزة إبهاماً، إلى تلك الأراضي البكر فعلاً وغير المرتادة، مناطق الشهوات والمشاعر والنفور، وحين تتحوّل العزلة إلى روتين، فإن أحدنا يأخذ، حتماً، بفقدان القدرة على الإحساس بالرعشة، الإحساس بأنه حيٌّ. ولكن تأتي أبييّانيدا وتسأل، فتستدعي أسئلتها إلى ذهني أسئلة أخرى كثيرة، وعندئذٍ أبدأ، مثلما أنا الآن، بالشعور بأنني حيٌّ، وبأني أرتعش
مشاركة من رانيا جلال -
فعليّ أن أكون أكثر تواضعاً، أكثر تواضعاً؛ ليس أمام الآخرين، فهذا لا يهمّني، بل على المرء أن يكون أكثر تواضعاً عندما يواجه نفسه ويعترف لها.. عندما يقترب من حقيقته الأخيرة، وهذه قد تكون أشدّ حسماً من صوت الضمير، لأن الضمير يصاب بفقدان الصوت أو بحالات من البحّة المفاجئة، تجعله غير مسموع في معظم الأحيان
مشاركة من رانيا جلال -
وهي متأكّدة من أن كثيرين من مدّعي التعاسة هم سعداء في الواقع، ولكنهم لا يلحظون ذلك، لا يتقبّلونه، لأنهم يعتقدون أنهم بعيدون جدّاً عن الحدّ الأقصى من الرخاء.
مشاركة من Mohamed Yehia -
ولكنّ الإذعان ليس هو الحقيقة كلّها. ففي البدء كان الإذعان؛ ثم تلاه انعدام الضمير؛ وتبع ذلك، في ما بعد، التواطؤ الجماعي.
مشاركة من Mohamed Yehia -
إن السخرية تضفي نوعاً من التضامن. فالمرشّح المختار للسخرية اليوم هو هذا، وغداً يكون ذاك، وبعده سأكون أنا. المختار للسخرية يلعن الساخرين بصمت، ولكنه لا يلبث أن يخضع لقدره، فهو يعرف أن ذلك ليس إلا جزءاً من اللعبة، وأنه في المستقبل القريب، ربما بعد ساعة أو ساعتين، قد يختار طريقة الثأر التي تتناسب مع ميوله. أما الساخرون، من جهتهم، فيشعرون بالتضامن والحماسة والظرف. وكلّما أضاف أحدهم توابل جديدة إلى السخرية، احتفى به الآخرون، وتبادلوا الإيماءات، وأحسّوا بشبق التواطؤ، ولم يعد ينقصهم إلا أن يعانق بعضهم بعضاً ويطلقوا صيحات النصر. وكم هو مريح الضحك!
مشاركة من مصطفي الشيخ -
وفي عينيه شيء من عدم التوازن، وهو ليس عدم توازن ناتجاً عن غفلة أو ذهول، وإنما عن عدم اكتراث. إنهما عينا شخص فوجئ بالدنيا لمجرّد وجوده فيها.
مشاركة من Bassma Alenzi -
وأدركت فجأة أن تلك اللحظة، تلك البرهة من الحياة اليومية، هي أقصى درجات الرخاء، وأنها السعادة. فأنا لم أشعر بالسعادة الغامرة في حياتي مثلما شعرت بها في تلك اللحظة، ولكن تملّكني في الوقت نفسه إحساسٌ جارح بأنني لن أعود إلى الشعور بها أبداً، بمثل هذه الحدّة وهذا الزخم على الأقل. إنها الذروة، والذروة هي هكذا، إنها هكذا بالطبع. أضف إلى ذلك أنني متأكّد من أن الذروة هي ثانية واحدة، برهة قصيرة، وميض عابر، وليس لأحدنا الحق في إطالة أمدها.
مشاركة من Bassma Alenzi -
وهي متأكّدة من أن كثيرين من مدّعي التعاسة هم سعداء في الواقع، ولكنهم لا يلحظون ذلك، لا يتقبّلونه، لأنهم يعتقدون أنهم بعيدون جدّاً عن الحدّ الأقصى من الرخاء.
مشاركة من Bassma Alenzi -
إن التقسيم الحقيقي للطبقات الاجتماعية يجب أن يأخذ في الاعتبار الساعة التي ينهض فيها كلّ شخص من الفراش
مشاركة من Fatma Al-Refaee