تقرير عن بوسي كات > مراجعات كتاب تقرير عن بوسي كات
مراجعات كتاب تقرير عن بوسي كات
ماذا كان رأي القرّاء بكتاب تقرير عن بوسي كات؟ اقرأ مراجعات الكتاب أو أضف مراجعتك الخاصة.
تقرير عن بوسي كات
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Ahmed Mohamed
( تقرير عن بوسي كات - حكايات لمن يكحون التراب )
صحبتني المجموعة القصصية " تقرير عن بوسي كات " للأستاذ محمد عبد الجواد اليوم في تمشية طويلة في حي سكودار الأصيل بالحكايات
ومع إفتتاحية الإهداء الذي خُصص لمقاهي القاهرة العامرة بالعفن وروائح الحمامات ، أثّرت أن أقرأ بعض القصص على قارعة مقهى وجمعية ( سالاجاك ) للصيادين ، حيث رائحة الشاي التركي المخمر بحُمرة قاع المدينة ، ونفاذ بَحة صوت المقبلين على مشروب " الأورليت " بنكهة البرتقال .
وبدأت مع قصة ( آخر رسائل للحب ) ونهم نهلة عاطف وحبها الجارف للأستاذ طارق أبو وافيه وكيف أكد أستاذ محمد عبد الجواد في وصفه له بإقباله على ساعات فصول العام، وقمصان ألوان الطيف بأن طارق أبو وافيه هو أستاذ الجميع مر تقريبا على جيل التسعينيات في كل إبتدائي وإعدادي ورسخت صورته التي رسمها الفنان علاء تامر بحِرفية ، الصورة الذهنية لدي مستدعياً ( طارق أبو وافيه ) خاصتي المتمثل في أستاذ وفيق مدرس العربي والدراسات في مدرسة خالد الطوخي بالمنصورة حيث كان على نفس الهيئة تماماً وطرحتني القصة كاملة في مشاكسات بنات مدرسة شجرة الدر له من الشبابيك الخلفية التي كانت تطل على فناء مدرستنا حيث تعلو ضحكاتهن وهو يسير متبختراً بقمصانه ( النص كم ) الملونه مستدعياً إنتباههن بكاريزما ألوانه ومشيته !
ومن ثم مررت على قصة ( أربع قصص لخزان مياه ) ووصف الخزان بروح أيام وصلف السوفييت بالأبيض والأسود الصامد صمود الكون ، وعشت تحديداً مع فضول الطفل مصطفى القباني تجاه خزان المياه وخياله الجامح في رحلة صعودة للخزان وهبوطه بالحمى والخرافة ، مسطراً أسطورته في الحي بأكلمه ، مستدعياً خيالي الإعتباطي فيما يخص خزان مياه الكائن في امتداد شارع جيهان بالمنصورة والذي يقع دا حرم سكن عمال الجامعة وكنت أمرّ عليه يومياً في طريقي لحضانة الجامعة في ظل أشجار البونسيانا ، وكان خزان علي شكل مخروط مقلوب ، رأسه مرشوق في الأرض ، كهزيمة مٌعلنة
لكنني كنت أتخبط بأمالي متمنيا أن يتحول الخزان المخروطي هذا الي جيلاتي ( أيس كريم ) من نوع ( كونو ) ضخم ، أنهل منه أنا وكل أبناء ميت خميس بلا كلل مع تعمد إستثناء - عيال - حي الجامعة لأن أهاليهم أغنياء ويشترون لهم من ماركت الصباحي - بلا حساب .
وفي قصة ( بالون كبير بحجم كوكب صغير ) كانت توصيفات علي الوايلي مثيرة للإبتسام ، وتسألت أين علي الوايلي من صور الأستاذ محمد عبد الجواد التي ينشرها يومياً لشخصيات رواياته لاسيما ( الواقعة الخاصة بأموات أهله ) هذه الحكاية تحديداً بالتحديات التي تعبئها من الصودا وصولا للقصب تليق بسواد الشوارع الخلفية في كل مُدننا ، وشعرت تماماً أنني في جو بداية الألفية في شارع السلخانة عند محل الصعيدي الشهير بالقصب - المتلج - وكيف كان بجنيه قصب وقتها كافي لإشباع ثلاث فحول بالرضى والبرد والسكر !
وحينما طار علي الوايلي بكل سوائل عمره ، وفدادين القصب المعصور بالفتنة ووهم السيطرة
تحسرت على ثلاثة عشر عاما لم أذق فيهم قصب ، إلا مرة وحيدة في مدينة ( أضنة ) وكانت ( زعازيع) لا تروي صعلوك مثلي كان يسرق بدأب مع رفقة أيام حلوه القصب من أراضي صعايدة طريق التُرب على هوامش المنصورة !
وهذه القصة تحديداً أبدع الفنان علاء تامر في رسم إفتتاحيتها برسمة إستثنائية حين جعل الجميع الناس وأكواب القصب وزجاجات الصودا الفارغة تحت ظل صليب من القصب وهلال يكسر سواد المدينة .
بينما في قصة ( موكب الحب في طنطا ) كان حلم شريف أحمد بفتاة عمره جنى السيد الأزاز فيها من الخفه ، وطلاوة روح السرد ما فيها أن يجعلك أن ترفع حاجبيك دهشة وابتسامة مع الجملة الأخيرة
- اسمي السيد البدوي يا ابني !
وحين وصلت ل ( تقرير عن بوسي كات )
تداخلت مع هوس الأسطورة في حبكتها و خيالاتي عن حمدي الريس ، واستدعائي ألحان عشرات ( الحظوظ ) التي حضرتها في ربوع المنصورة وقرى الهامش البعيد ، تعايشي مع تقاطعات تلصص يوسف الليمون على وقع صحافة - الرخص - وفكرة الحياة الأبدية احمدي الريس المتمثله في حياة صوته حتى وإن كان رمادا ، كانت معايشه تليق برائحة ليال الأنس تلك في الأفراح الشعبية وأيام موسيقاها الهوجاء التي تعيش على هياكل عظمية لجمهور جمعي من أبناء الظل في شوارع التراب بعيداً عن ألحان الكبار اللامعة في نوادي النيل !
هذه مجموعة قصصية تليق بكل من - يَكُح - تراب ، تثير الذكريات وليال الأيام القديمة بإضائتها الصفراء الباهتة بلون السنين ، ورائحة الإستقرار الغائم ، وصوت الجميع لمن لا
يملكون صوتاً ولا حكاية فيأت محمد عبد الجواد
ليكتبهم تماماً كما قال كتاب الشارع والحارة المصري الأصيل .
Mohamed Abd ElGawad
| السابق | 1 | التالي |


