المحاسن والأضداد
تأليف
عمرو ابن بحر الجاحظ
(تأليف)
الأدبُ أكثر الأنشطة الإنسانيَّة في سُرعة تأثُّره بالأجواء المحيطة؛ فالألفاظ العربيَّة دَاخَلَها ألفاظٌ فارسيَّة ويونانيَّة وسُريانيَّة، والمعاني تشعَّبت، والبيئة اللُّغويَّة والأدائيَّة للأجناس الأدبيَّة دَاخَلَها الجديدُ من الأفكار والطُّرُق المُلَقَّحة بأفكار الآخرين، كُلُّ ذلك أبان عن تنوير العقل العربي وقُدرته على استيعاب الآخر، ليس استيعابًا مُنفصلًا؛ بل استيعابًا مقتدرًا استطاع من خلاله الأدباء إذابة تلك الأشياء الوافدة في الثَّقافة العربيَّة وإضفاء صبغتها عليها.