مقام سيدي القطقوطي > مراجعات رواية مقام سيدي القطقوطي
مراجعات رواية مقام سيدي القطقوطي
ماذا كان رأي القرّاء برواية مقام سيدي القطقوطي؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
مقام سيدي القطقوطي
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Rudina K Yasin
الكتاب رقم، سبع واربعون من العام 2025
مقام سيدي القطقوطي
مي حمزة
تطبيق ابجد
كان طرحُ الأسئلة من وجهة نظره يفتح أبواب الشرِّ، وأن المؤمن الحق عليه الاكتفاء بالسَّمْع والطاعة لما يقوله الشيوخ؛ لأنهم أعلم منهم بما يحقُّ لهم معرفته وما لا يحقُّ، وما يستطيع العامَّة فَهْمه من علوم الدين وما لا يستطيعون، وأن العلوم الوحيدة المسموح للمُسلِم تعلُّمها هي التففه في الدين، مُشيرًا، بصورة غير مباشرة، إلى الخطأ الجسيم الذي يرتكبه هؤلاء الذين يرسلون أبناءَهم للتعلُّم في المدارس والجامعات المدنية.
كتب على غلاف الرواية
تصحبنا الروائية مي حمزة في هذه الرواية عبر خطوط فاصلة من الزمن، لنعرف بأنفسنا جذور الحكايات. فيتجول كرم في الليل داخل بيوت الحارة القديمة بين جدته نادرة وجدته سعدية وبين جدران المقام، يأكل ويلهو والأهم يسرد ما يعرفه عن هذه العائلة التي امتدت من حيث وُلد سيد من جديد حتى زينهم الذي تنكر في غير اسمه وصفته رضاء للحب والشعور بالأمان.
كما تدهشنا بالتفاصيل بين حياة ياسين ونادرة وتخبط وسطوح كريمة وطه، فنتتبع لاهثين مصيرهم وهم يتأرجحون وسط الأقدار التي تجمعهم وتفرقهم على مهل. إنها رواية عن جذور العائلة وعن المقام ومريديه وعن كيف تتشابك المصائر لتغير التاريخ الشخصي لكل فرد على حدة، وتجعلنا نحن القراء لا نفلتها من بين إيادينا حتى الوصول إلى النهاية.
تعد الرواية "مقام سيدي القطقوطي" عملاً نقلنا الى الخلفيات الغير مرئية والابواب المقفلة عبر أسلوب فانتازيا ساخر نقداً لتحول الخرافات إلى أداة للسيطرة الاجتماعية، مما يمنح الرواية عمقاً معرفياً ويتيح للقارئ مساحة للتأمل لنقد الخرافة، والتساؤل حول الحقيقة والأسطورة المخترعة من العبث
الخرافة والعادات
الخرافة في المجتمع المصري هي جزء من الموروث الشعبي المتأصل الذي يمزج بين العادات القديمة، بما في ذلك بعض التقاليد الفرعونية، والمعتقدات الدينية والشعبية الحديثة. وقد حصرت بعض الدراسات مئات الخرافات التي لا يزال المصريون يتعايشون معه مثل القط والشتائم وبعض العادات الغريبة التي يحاول المصريون الابتعاد عنها
يقول العامة عادة: "شيء لله يا قطقوطي". كنوع من الايمان بالخرافة لكن ان بحثنا في التاريخ ودوائر الحكم نجد ان الفئات المتعلمة أيضا تؤمن بالخرافات والتنجيم وكان الامر معروفا منذ لفراعنة الذين برعوا به كعلم معتمد فهذا الاهتمام كان شائعًا في دوائر الحكم والطبقة العليا، ويُنظر إليه أحيانًا كمظهر من مظاهر الترف أو محاولة لفهم المجهول في فترات القلق السياسي أو الشخصي.
الحارة المصرية عرفت من خلال الادب المصري والمسلسلات والأفلام اكثر من معرفة ناسها على الطبيعة في سحرها، من خلال تلك الرواية ، تتحدث عن جانب خفي من المعتقدات الشعبية فهي تتكلم عن معتقد معروف وهي التخفي وفهم الاسرار من خلال التجسيد في حيوان ما وقدرة التخفي تلك تمنح حكايات الحارة، وتاريخ عائلة القطقوطي لسانًا وصوتًا ثم تفسيرًا.
الحارة، والمولد بخيامه، الأحلام وتفسيرها، الأمومة الغريبة لسميرة، واللعنة التي بدأت بنية طيبة، والزار والأقدار التي تأخذ شكل الأسطورة أو العلامة أو الكرامة كما يحلو للزمن ولتفسيرات أهل الحارة، وغرابة وتداخل علاقات الأخوة وزوجاتهم ببعضها، وتشابك أقدارهم الغريب، وكرم، الذي يسرح قليلًا كقط، فيقص علينا ما يراه ويكتشفه من أسرار يسمح له به التخفي البريء، فنعرف ما الذي اخفته القلوب وظلمة الليل، أو يستحضر من الذاكرة حكايته، وإذا به يسرد سيرة عائلته، وحكايات أفرادها الغريبة..
. تحضر الواقعية السحرية مع السطور الأولى في بوح الطفل الوليد كرم الذي اختارت له الكاتبة أيضاً البدء من لحظة الميلاد، تلك اللحظة التي أدت لموت أخته التوأم، ومنذ ذلك الحين حصل كرم على لقب قاتل أخته، وتمنح بطلها حمزة دور السارد العليم للرواية ولأسطورة عائلة القطقوطي، فهذا الراوي الصغير تسرح روحه ليلاً في هيئة قطة سوداء، وتستلهم الكاتبة ما يحدث له من حكايات منثورة في الموروث الشعبي في أكثر من ثقافة إنسانية تؤمن أن القطط مسكونة بالأرواح، لنقرأ "لا يُصدق كثير من الناس أني، والعديد من الأطفال، تسرح أرواحنا في الليل وتحل في أجساد القطط لنمرح ونتمتع بالحرية فهي ليست مجرد قصة عن مقام، بل عن من سكنوا بجواره، من آمنوا بركته، ومن خافوا لعنة الكلام
شخصيات الرواية:
الرواية: بسيطة، لتروي حكايات الأجداد بروح الخرافات، من الجد الأكبر حتى أصغر الأبناء. ومن خلال شخصياتها نكتشف كرم... الرواي العليم الذي ياخذنا في جولاته كاشفا وحكايات الدور وأهلها وأسرارهم التي ما حييوا لا خفاؤها، عاش كرم منبوذًا من قبل أمه سميرة لأنه خرج للدنيا وقتل اخته التوأم لأنه لم يسمح لها بالخروج قبله لكنه من خلال جولاته الليلية حيث منازل والاسرار، من يكرمونه بوجبات سخية شهية، وعبثه بالعمة داخل المقام واستغلال الشيخة عدولة لسره. وحضرة ياسين الابن الأكبر لسهم القطقوطي وزوجاته.
أم سعد التي تود أن تطلب لها الرحمة والدعاء لها بالربط على قلبها ويوسف الذي قد يتمزق فؤادك وأنت تجد تلك النظرة التائهة وقد شُلت قدمه للدفاع عن فلذة كبده
وعن إحساس الفخر حين تجد زينهم الذي هو ليس بزينهم وقد أعلنها صريحة جهوريًا أمام مرأى ومسمع كل سكان الحارة وللمرة الأولى يشعر بالانتماء لشخص ما.وحين تتعقب جوهرة وسقطاتها ستدهشك بجنونها وجنوحها كما يدهشك قدرة متولي على التلاعب والحيطة، لكن لا بأس، فهناك عدولة !
مثلا في حارات نجيب محفوظ واحسان عبد القدوس وكتاب الادب المصري كان دومًا هناك الفتوة والتكية كأبطال متضادة تمامًا؛ الفتوة بإنسانيته وجشعة وتقلبه وموته، والتكية بكونها جمادًا، وبطل مستتر يحضر برمزيه لا بفعله، وشاهد صامت وملجأ، وبقاء يدوم مهما تغير الفتوات، وفي حارة مي حمزة أصبح هناك سلسال نسل الشيخ القطقوطي من ناحية، ومن الناحية الأخرى المقام الذي دارت حوله الحكايات، وأحيانًا كان سببًا في حدوث الحكايات، وفي رأيي هذا ذكاء من الكاتبة، إذ دخلت الحارة المصرية بطريقتها هي، ولم تغرق كثيرًا في دوامة حارة نجيب التي ترسخت في أذهاننا، وابتلعت كثيرين ممن حاولوا الكتابة عنها.
اللغة لطيفة وسلسة بشكلٍ لما أتخيله، مناسبة لخيال أن هناك قطًا ظريفًا يتحدث وينطق ويحكي القصص، ظريفة بدرجة تنسى معها أنك تقرأ، ظريفة وذكية بدرجة تشعر وكأنك بالفعل داخل المشهد في زاوية جانبية من الحارة، ويجلس بجانبك قطٍ أليف يُفسر لك ما تراه، ترى الألوان والبيوت والناس والشارع وعائلة القطقوطي والمقام، وقبل أن تُدرك أن تقرأ تجد نفسك أمام النهاية التي تُفسر غرابة البداية، لكن هل ينتهي السحر بمجرد أن تغلق الراوية؟ أعتقد صعب، ستترك أثراً لطيفاً على غرابة الحكاية، وسيعود إليك كلما مررت بحارة قاهرية، أو بقطٍ لطيف يتمسح فيك بألفة من يعرفك.















